أحلام اليقظة والتأثير السلبي والإيجابي على حياتك

3 سبتمبر 2024
أحلام اليقظة

أحلام اليقظة تعد بمثابة عالم سحري نلجأ إليه جميعًا عندما تضيق علينا الحياة الواقعية باحباطاتها ومللها ومشاكلها، وربما يلجا البعض إلى أحلام اليقظة ويغرق فيها وينفصل عن واقعه وهو ما يسبب له العديد من المشكلات، وربما تكن أحلام اليقظة لدى البعض بمثابة إلهام لهم لكي يبدعوا ويبتكروا أشياء مدهشة، وفي هذا الموضوع سوف نتحدث عن تأثير أحلام اليقظة على حياة الفرد وكيفية التغلب على تأثيرها السلبي.

أحلام اليقظة

تعد أحلام اليقظة نوع من الأحلام لكنها تحدث للشخص عندما يكون مستيقظًا وليس نائمًا، وهي الحالة التي يدخل العقل فيها ويقوم بنشاط تخيلي، حيث يتخيل صور للأحلام التي يريد الشخص أن يحققها، أو رغبة منه لكي يغير واقعه، وهو ما يؤدي لانفصال الشخص عن الواقع لفترة من الوقت.

أحلام اليقظة والآثار الإيجابية

قد يرى بعض الأشخاص أن أحلام اليقظة مضيعة للوقت وترتبط في أذهانهم بالسلبية، وأنها من الأشياء السيئة للغاية وليس لها أي فائدة، لكن يوجد العديد من الفوائد والإيجابيات لأحلام اليقظة وهي كما يلي..

الاسترخاء

تساعد أحلام اليقظة على تخفيف التوتر داخل الشخص، تشبه كثيرًا ممارسة تمارين اليوغا، كما أنها تعمل على تهدئة المخاوف بداخل الشخص، وهو ما يساعده على استعادة نشاطه وحيويته وتجعله مستعدًا لكي يواصل عمله مرة أخرى.

التعامل مع الصراعات

تزيد أحلام اليقظة من قدرة الفرد على إدارة الجدل والصراعات، كما أنها تزيد من قدرته على التصرف، فإذا كان حديثم مع زميلك يجعلك غاضبًا وعصبيًا، فانت عندما تتخيل نفسك بأنك هادئًا وتقم بتصرف آخر فذلك من شأنه يحفز العقل لكي يعدل استجابته للموقف الذي يحدث في الحقيقة.

الإبداع

أحلام اليقظة تزيد من قدرة الشخص الإبداعية، حيث يقوم العقل باستعراض سلسلة من الاحتمالات التي تساعد على التفكير خارج الصندوق، وهو ما يزيد من قدرة الشخص على التخيل والتصور ويزيد من قدراته الإبداعية خاصة غذا كان يعمل في مجالات فنية وإبداعية كالموسيقى والرسم والكتابة.

الابتكار والتحفيز وإنجاز الأهداف

لم تكن أغلب الاختراعات التي نستخدمها اليوم إلا أحلام في أذهان مخترعيها، فمخيلتهم ساعدتهم على ابتكارها، كما تعمل أحلام اليقظة على تحفيز الشخص لكي يحول أحلامه لحقيقة وهو ما يجعله ينجز اهدافه ويحققها.

تدريب العقل ومهارات حل المشكلات

من العمليات المعقدة في التفكير هي القدرة على تذكر الماضي وتخيل المستقبل، وهو ما يقوم به الشخص عادة في احلام اليقظة حيث يستدعي مواقف الماضي ويتخيل حدوثها بشكل مختلف في المستقبل، وهو ما يؤدي لتنشيط الدماغ وتغيير استجابة الشخص تجاه تلك المشكلات أو المواقف التي قد تحدث في المستقبل.

الذاكرة العاملة

أيضًا تساعد أحلام اليقظة على تحسين الذاكرة العاملة، وهي قدرة الدماغ على التخزين كما أنها تذكر المعلومات مهما كانت عوامل تشتيت الانتباه، فمثلاً إن كنت تقوم بعملك وتحدث إليك أحد الزملاء فهو بذلك قد يشتت انتباهم ويجعلك تنسى شيئًا ربما تتذكره في أحلام اليقظة، كما أثبتت البحوثات مؤخرًا والتي اجريت في جامعة ويسكونسن، ومعهد ماكس بلانك للعلوم الإنسانية والمعرفية أن هناك علاقة بين هذا النوع من الذاكرة وأحلام اليقظة.

التغلب على الملل

أحلام اليقظة تساعد الفرد أيضًا كي يتغلب على الملل، فهي تجدد حيوية الفرد خاصة إذا كان الشخص يعمل في وظيفة روتينية، فتستطيع أحلام اليقظة تجديد طاقته وتجعله يتسكمل عمله.

تقوية العلاقات والروابط

لا شك أنك عندما تتخيل القيام بأنشطة مع من تحب في أحلام اليقظة، فسوف ينعكس ذلك على الواقع ويزيد من الروابط بينكما ويقوي العلاقات.

أحلام اليقظة والآثار السلبية

ورغم تلك الإيجابيات العديدة التي ذكرناها لأحلام اليقظة لكنها لها أيضًا بعض السلبيات خاصة لو انفصلت بها عن الواقع واستغرقت الكثير بها، ومن هذه السلبيات ما يلي..

فقدان التركيز والنسيان

عندما تدخل في أحلام اليقظة بشكل متزايد فأنك تستسلم لها وربما تفصلك عن الواقع، ولا تجعلك تستطيع أن تركز فيما تقوم به من مهام، وعندما تنتهي منها سوف تنسى ما كنت تقوم به، وهو ما يجعلك تقوم بمهامك في وقت أطول، على سبيل المثال ما يحدث لبعض الطلاب في المدارس من تشتت للانتباه خلال شرح المدرس للدروس وذلك يعود لأحلام اليقظة.

الأفكار السلبية

ربما تثير أحلام اليقظة بعض الأفكار السلبية، مثل بعض الأشخاص الذين يزعمون بأنهم سوف يفشلون في الامتحان القادم أو يظن احد الأشخاص بأنه سيفشل في العمل خلال إجراءه مقابلة عمل، وهذه الأفكار السلبية سوف تزعج الفدر وتوتره وتؤثر بالسلب على صحته.

الشعور بالإحباط

عندما يتخيل الفرد بأنه يعيش في حياة أفضل وينفصل عن واقعه، ربما يؤدي ذلك لاحباطه عندما يعود للواقع مرة أخرى ويتعامل معه.

كيفية التغلب على التأثير السلبي لأحلام اليقظة؟

إذا شعرت بأن أحلام اليقظة تسيطر عليك ولا تحقق أهدافك وتنجز أعمالكن عليك أن تتحكم بها وتتغلب عليهان وهناك مجموعة من النصائح التي قد تساعدك في ذلك وهي..

  • تعرف على الأسباب التي تدفعك لأحلام اليقظة هي هو الملل أم الهروب من المشكلات.
  • حاول الحصول على قسط كاف من النوم.
    انشغل بالاعمال وممارسة الأنشطة.
  • حاول تقليل عدد مرات أحلام اليقظة.
  • سجل احلام اليقظة التي تراودك في دفتر صغير.
  • حاول أن تحقق تلك الأحلام وتحولها لأهداف تنجزها.
  • استخدم أحلام اليقظة بشكل واعي لكي تساعد نفسك على حل المشكلات.