تعتبر البطالة من أكثر المشكلات الاقتصادية المنتشرة في غالبية دول العالم، وتتعدد دراسات أسباب انتشار البطالة في كل الدول. ولعل أكبر مظاهر الاهتمام العالمي بالبطالة وانتشارها، هو ظهور ما يعرف بـ”معدل البطالة” الذي يتتبع حاضر هذه الظاهرة ويرصد أرقامها، وسوف نتعرف اليوم على أسباب انتشار البطالة وأنواعها.
البطالة
و البطالة هي ظاهرة يقصد بها عدم وجود فرص عمل تضمن للأشخاص أو الأفراد في المجتمعات كسب المال المطلوب من أجل توفير أساسيات الحياة ومتطلبات المعيشة، وذلك بسبب قلة عدد الوظائف المتاحة، أو انعدام تواجد فرص عمل تتماشى مع التخصصات المتواجدة بكثرة في المجتمع. والبطالة أنواع، منها البطالة المؤقتة وهي تلك الفترة التي تكون بين ترك الشخص لوظيفته وبحثه عن أخرى جديدة. وهناك البطالة الهيكلية والتي تعني استغناء الحكومات والشركات عن الموظفين والعمال وهي الأخطر، بالإضافة إلى البطالة الدورية وهي ترتبط بفترات الكساد الاقتصادي التي تتزامن مع الأزمات الاقتصادية.
أسباب انتشار البطالة
وهناك أسباب عديدة لظاهرة البطالة، كما أن لها تأثيرات ضارة بالأفراد والمجتمعات، كما أنها تعد مؤشرا سلبيا عن قوة الاقتصاد. وتختلف أسباب انتشار البطالة باختلاف نوع البطالة، وانتشار البطالة المؤقتة يعود مثلا في بعض الأحيان إلى الاختيار الشخصي للفرد الاطل، على خلفية تجميعه قدر من المال يكفيه للمعيشة طوال فترة بطالته.
كذلك، من ضمن أسباب البطالة المؤقتة إجبار العاملين على ترك الوظيفة إثر ظروف خاصة مرضية أو عائلية، أو ظروف جهة العمل نفسها، كما يندرج الطلاب الباحثون عن العمل خلال إجازات العام الدراسي ضمن هذه الفئة، ما يجعل من الإجازة سببا لهذا النوع من البطالة.
أنواع البطالة
البطالة الهيكلية
أما عن أخطر أنواع البطالة، والحديث عن البطالة الهيكلية، فهي بطالة غير اختيارية، أي لا يختار الأفراد المندرجين ضمنها ترك العمل، كما أنها تمتد لفترات طويلة قد تتخطى سنوات.
ولعل من أهم أسباب هذه البطالة إتباع الحكومات خطط إصلاح اقتصادي تعتمد على تقليل الإنفاق، كتلك التي يجبر صندوق النقد الدولي كل من يقترض منه على تنفيذها. أيضا، من أسبابها الخطيرة الانتشار المرعب للذكاء الاصطناعي والاعتماد عليه بشكل كبير في كافة المجالات العملية، ما يعني مزيد من التخلي عن العمال والموظفين.
ومن ضمن أسباب انتشار البطالة الهيكلية مغادرة الاستثمارات الأجنبية، كما يحدث من قبل بعض الشركات التي تغلق مصانعها في دولة ما وتتجه إلى دولة أخرى، ما يتبع ذلك من تسريح للعمال.
البطالة الدورية
من أهم أسباب انتشار البطالة الدورية، حالات الركود الاقتصادي التي تضرب بعض الدول، مثل الأزمة العالمية التي وقعت في العام 2008. وتخلف هذه الأزمات حالة من الكساد وانهيار إقبال المستهلكين على شراء الخدمات والمنتجات، ما يجبر الحكومات والشركات على تسريح العمال توفيرا للنفقات.
كما ينتج عن مثل هذه الأزمات فجوة كبيرة بين عدد الباحثين عن عمل، وبين عدد الفرص المتاحة، وتسبب هذه الفجوة في انتشار هذا النوع من البطالة.