العديد من الأمثال تترد علي ألسنة المصريين وفي لهجتهم، ويضرب بها المثل للتدليل على مواقف مشابهة لقصص قديمة حدثت وقيلت فيها الجملة وظلت تتردد حتى صارت مثلا شهيرا، ونتعرف اليوم على أصل الأمثال المصرية الرائجة.
أصل الأمثال المصرية الرائجة
آخرة خدمة الغز علقة
من الأمثال التي يكثر استخدامها للتعبير عن نكران الجميل، ومقابلة الإحسان بالإساءة، ولفظ “الغُز” هو كلمة مصرية عامية اشتقها المصريون من كلمة الغٌزاة، والذين يقصد بهم المماليك، الذين كانوا يحكمون مصر ويعيثون فيها فسادا، وكانوا حين يدخلون إحدى القرى ينهبونها ويسخرون سكانها للعمل لديهم وخدمتهم دون أجر، وإذا أرادوا الرحيل من القرية بعد نهب خيرها ضربوا الرجال العاملين معهم كنوع من الجبروت والإذلال وفرض السطوة، فأصبح سكان مصر من يومها يستخدمون عبارة “آخرة خدمة الغُز علقة”.
اللي ما يعرفش يقول عدس
يحكى أن تاجر كان يبيع في دكانه العدس والفول وباقي البقوليات وكان يثق بزوجته تقة عمياء، ليتركها في أحد الأيام بالمتجر ويذهب ليتفق على شحنة جديدة من بضائع العدس وحين عاد وجد زوجته تخونه في لاأحضان أحد الشباب داخل دكانه، فانتفض الرجل وأخذ يجري وراء الشاب الذي لاذ بالفرار بمجرد رؤيته للزوج، فتعثر في شوال العدس فوقع الشوال بكل ما فيه.
وحين رأى الناس شوال العدس واقعًا على الأرض والتاجر يجري خلف الشاب ظنا منهم أنه لص سرق بعض العدس من الدكان ولاذ بالهرب وأن التاجر يلاحقه، لاموا التاجر على تصرفه، وقالوا له: “كل هذا المجهود والجري ىخلف الشاب من أجل شوال من العدس؟ ألا يوجد في قلبك رحمة أوتسامح؟”، ليرد التاجر، الذي عجز عن إخبارهم بالحقيقة المخجلة، بالعبارة الشهيرة التي أصبحت مثلًا يجري على ألسن الناس بعده قائلًا: “اللي ميعرفش يقول عدس”.
يخلق من الشبه أربعين
كلمة أربعين يعود أصلها للغة الفارسية وتعني الكثير، ولا يقصد بها عدد محدد، ومن يتفق مع هذا القول يبرره بأن الله الذي خلق البشر جميعا قادر على أن يخلق أكثر من 40 شخص بنفس الشبه، وأن الكلمة يقصد بها المبالغة مشيرين إلى أمثال شعبية أخرى تقال في نفس السياق مثل: “من عاشر القوم أربعين يوم يا صار منهم يا صاروا منه” ،و”الجار حتى البيت الأربعين”، و “عيار الشبع في الأكل 40 لقمة”، ومن هنا أصبح للرقم خصوصية في الاستخدام في اللغة العربية.
شايل طاجن ستك
من الشائع أن الجملة تشير إلى الجدات اللاتي كن لا يعجبهن شئ مهما بلغ مقدار إتقانه، ولأن أشهى المأكولات وأطعمها كانت يتم إعدادها في الطواجن، ومن هنا جاء استخدام المثل الشعبي للدالة على حالة الاستياء وعدم الرضا، حيث أن الفتاة أو المرأة كانت تقف على قدميها طوال اليوم للإنتهاء من إعداد طاجن شهي تحمله على رأسها لتتوجه به إلى الجدة من أجل إرضائها، ولكن الجدة كالعادة لا يعجبها أي شئ، فأصبح طاجن “ستها” مثال دائم كمصدر النكد والحزن، حيثث يعبر عن عمل شاق لا يلقى أي استحسان.