الكثير من الأمثال والعبارات تتردد على ألسنة العرب في العديد من الدول بمختلف لهجاتها دون معرف لأصل وسبب انتشار المثل وتحوله إلى قول مأثور على الدوام حاضرًا للاستشهاد به في مواقف عديدة، وسوف نتعرف على أصل ومعاني الأمثال العربية الشهيرة.
أصل ومعاني الأمثال العربية
دخول الحمام مش زي خروجه
بلهجات مختلفة وألسنة متعددة وفي بلدان كثيرة، يتردد كثيرًا هذا المثل الذي يعتبر من أشهر الأمثال الشعبية، والذي يقال لمن توهم أن الأمر هين وبسيط بحيث يقبل على خطوة مهمة في حياته كعمل معين أو تأسيس شركة أو زواج أو شراء وبيع أو أيًا كان من تلك المعاملات بين الناس ويرغب في التراجع والانسحاب وقتما يريد أو يحلو له، ليفاجأ بالطرف الآخر من تلك المعاملة يخبره أن دخول الحمام ليس مثل خروجه، وكما يعرف فدخول الحمام يعني أن تدخل الشخص دورة المياه وهو يشعر بأنه في موقف صعب وظروفه سيئة، فيخرج مرتاحًا مستريحًا، وهذا هو الظاهر من المثل ولكن الحقيقة تخالف ذلك.
قصة المثل
ويحكى قديمًا أن واحدًا من أصحاب الحمامات التركية العمومية، قام بتعليق لافتة للزبائن تخبرهم أن الدخول لحمامه مجاني، ليقبل الزبائن ويمتلئ الحمام بالناس، وكان صاحب الحمام يحتفظ ملابسهم وهم داخلون، ليفاجئهم وهم خارجون أن صاحب الحمام يقول لهم أنه بالفعل الدخول مجاني لكن الخروج مقابل أموال، وانهم لن يستردوا ملابسهم إلا بعد الدفع، وبناءً على ذلك قال الناس إنه من الحقيقي أن دخول الحمام ليس مثل الخروج منه، ومن هنا أصبحت هذه الجملة وصفًا دقيقًا لعدم سهولة التراجع عن أو الانسحاب من الأمور التي تم إقرارها مسبقًا، وصار من أشهر الأمثال الشعبية في البلاد العربية.
زي القطط بسبع أرواح
يضرب في الشخص الذي يتعرض للكثير من المصائب والابتلاءات والحوادث ويخرج منها دون أن يصاب بأي سوء أو إصابات أو خسائر على الإطلاق، حيث يقال أنه مثل القطط لديه سبعة أرواح، وجاء التشبيه بالقطط تحديدًا لأن القطط تستحق بالفعل إطلاق هذه الصفة عليها، فالجميع يعرف ويلاحظ أن القطة تقفز من ارتفاعات شاهقة ولا يؤثر فيها ذلك أبدًا، بل على النقيض من ذلك يشعر المرء أن تلك القفزات تكسبها حيوية ونشاط، حيث تقوم لتجري سريعًا بعدها مباشرة وكأنها لم تقفز من مكان مرتفع للغاية منذ لحظات قليلة، ويرجع ذلك إلى مرونة العضلات التي تمتلكها القطة وقدرة جسمها على امتصاص الصدمات بشكل مذهل، وهو ما يجعل أنها من الطبيعي أن تقفز من ارتفاعات عالية للغاية دون أن يمسها سوء أو يؤثر ذلك فيها، وألهمت تلك المقولة الأقدمين ليخرج منها واحد من أشهر الأمثال الشعبية، التي انتشرت على نطاق واسع في بلاد عربية كثيرة.
القشة التي قصمت ظهر البعير
مثل شعبي شهير، يضرب في الشخص الذي تحمل الكثير ثم في أعقاب موقف تافه جدًا وصغير للغاية بالنسبة للمواقف التي سبقته، ينفجر أو ينهار، ويحكى أنه كان هناك شخص مسافر حمل على جمله أمتعة كثيرة بيعجز عن حملها ثلاثة جمال، وليس جملاً واحدًا، وفي النهاية تبقى شيء صغير للغاية بوزن القشة، وقبل أن يضعها انهار الجمل وسقط، ليقول الناس، إن هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير، لتصبح تلك القصة أصلاً لواحد من أشهر الأمثال الشعبية، وتدل على أن كثرة الضغط ربما تؤدي إلى الانفجار والانهيار.