علم الإحصاء هو واحد من أهم أفرع علم الرياضيات، وهو يهتم بالعد وتجميع ووصف البيانات ووضعها في صورة قياسية رقمية لعرضها في جداول الرسم البياني وجداول بيانية، وذلك حتى يسهل دراستها وتحليلها وتحقيق أكبر استفادة ممكنة منها، ويستخدم علم الإحصاء في العديد من التطبيقات في حياتنا الآن، فما هي أهمية علم الإحصاء؟.
نشاة علم الإحصاء
قديما كان استخدام علم الإحصاء مقصورا على السياسة، فالدولة كانت تستخدمه في إحصاء أعداد المواليد والوفيات وحجم التضخم والنمو الاقتصادي وغيرها من الاستخدامات التي كانت تساعد الحكومات في وضع سياسات الدولة النقدية، ومعرفة أعداد السكان وتأثير النمو السكاني على الاقتصاد والموارد بشكل عام.
أما في الوقت الحاضر ومع التطور السريع للمجتمعات، أصبح علم الإحصاء ضروريا وأساسيا في كل مناحي الحياة سواء الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حيث أنه دوره الآن لا يقتصر فقط على جمع وتحليل البيانات، لكنه يساعد على تكوين صورة كاملة للقضية محل الدراسة وتحديد أفضل أساليب التعامل معها وحلها.
أهمية علم الإحصاء
يستخدم علم الإحصاء في تطبيقات عديدة في المؤسسات الاقتصادية والشركات وغيرها، وذلك لما له من أهمية كبيرة في المساعدة على اتخاذ القرارات الصحيجة بناء على بيانات مصنفة ومدروسة بشكل دقيق دقيقة، وتتمثل أهمية علم الإحصاء في التالي:
جمع البيانات
يقوم علم الإحصاء في الأساس على جمع البيانات وإعداد وصف دقيق لها ثم تلخيصها ورسمها في الجداول البيانية، التي تساعد على الحصول على نتائج دقيقة وفهمها والمقارنة بينها وبين السنوات الماضية واتخاذ القرارات على أساس تلك البيانات.
كما يساهم جمع البيانات بطريقة إحصائية في حساب المؤشرات التي تدل عليها البيانات بدقة بواسطة مسائل حسابية بسيطة، حيث أن البيانات في صورتها الأولية تكون غير مرتبة ولا يمكن من خلالها الحصول على أي دلالات حقيقية أو المقارنة بينها وبين مصادر أخرى.
تصنيف البيانات
تعتبر عملية تصنيف البيانات السبب الأساسي وراء أهمية علم الإحصاء الكبرى في العصر الحالي، حيث يستخدم العلماء قوانين الإحصاء لاختيار عينات المسح العشوائي لتجربة ما، ومن ثم يستطيعون جمع كل البيانات وإعداد التصاميم المناسبة لكل منها باستخدام المقارنة بين النتائج السابقة والتنبؤ بالنتائج القادمة.
وعلى الرغم من أهمية علم الإحصاء في تصنيف البيانات، إلا أنه يشوبه بعض العجز في اختيار العينات المناسبة للتجربة، حيث أنه من الممكن أن تكون العينات المختارة غير مناسبة وبالتالي تكون النتائج بعيدة عن الدقة، مثل عينات السكان التي تختارها الحكومة لإخضاعها لتجربة لحساب نسبة المواطنين الهاربين من التعليم لديها، مع إهمال بعض البيانات مثل الأوضاع الاقتصادية لتلك العينات والأماكن التي يعيشون بها وغيرها من الظروف الأخرى.
التنبؤ بأحداث مستقبلية
تمكن العلماء من التنبؤ بالمستقبل عند دراسة البيانات التي حدثت في الماضي، حيث يقارنون بين الظروف التي تصاحب ظاهرة معينة ومن ثم يستطيعون معرفة المستقبل والتنبؤ به، مثل دراسة الظروف المناخية ودرجات الحرارة وسرعة الرياح للتنبؤ بأوقات هبوب الأعاصير أو سقوط المطر ومعرفة درجات الحرارة لفترات مقبلة.
وضع الخطط المستقبلية
ساعد علم الإحصاء العلماء في الأبحاث التي يقومون بها من أجل اكتشاف أدوية جديدة لعلاج الأمراض، حيث يجرون التجارب ومعرفة الآثار الجانبية للعقاقير الدوائية وقياسها بالآثار الجانبية لعقاقير أخرى مستخدمة للإختيار من بينهما الأقل في آثاره الضارة وبيعه للمستهلكين، وبذلك هم يضمنون أفضل نتيجة للمرضى.