يوسف إدريس هو أحد الكتاب المشهورين في تاريخ مصر الحديث، وأثر بأعماله في الأدب المسرحي، كما أن له مواقفه السياسية المناهضة للاستعمار.
يوسف إدريس
يوسف إدريس من مواليد قرية البيروم بمحافظة الشرقية، وولد في التاسع عشر من شهر مايو من عام 1927، وكان والده يعمل في استصلاح الأراضي، بينما كان يوسف إدريس مغرمًا بعلوم الكيمياء وكان لديه حلم أن يصبح طبيبًا واستطاع بالفعل تحقيق حلمه والتحق بكلية الطب.
وتخرج يوسف إدريس من كلية الطب في عام 1947 وكان تخصصه في الطب النفسي، ولكنه لم يستمر طويلًا في مجال الطب فقد كان ولعًا بالأدب والكتابة والمسرح، وبالفعل استطاع تحقيق حلمه الآخر وأصبح من الكتاب المسرحيين وأشهر الأدباء في التاريخ المصري والعربي.
وعرف عن يوسف إدريس حلال سنوات دراسته الجامعية المشاركة في المظاهرات ضد الاحتلال البريطاني والملك فاروق، وقد تم اختياره سكرتيرًا تنفيذيًا للدفاع عن الطلبة وقد بدأ يوسف إدريس في إصدار المجلات الطلابية الثورية ولاقت القصص القصيرة التي كتبها إعجاب زملائه الطلاب.
حياة يوسف إدريس
بعد تخرج يوسف إدريس من كلية الطب عمل كطبيب بالقصر العيني بين عامي 1951 -1960، إذ ترك الطب واتجه للعمل كمحرر صحفي في جريدة الجمهورية، وكان يعرف عنه غزارة الثقافة وسعة الاطلاع ولذلك من الصعب تحديد مصدر ثقافته، فقد كانت له قراءات في الأدب الروسي والفرنسي والإنجليزي وكذلك الآسيوي، وقرأ لبعض الكتاب الصينيين والكوريين بالإضافة لليابانيين.
ومن الانتقادات الأدبية التي توجه له أنه لم يكن لديه اطلاع واسع بالأدب العربي وكان اطلاعه عليه محدود، ولكن كانت لممارسته الطب الأثر الكبير في تشكيل وجدانه ووعيه لما شاهده من لحظات الضعف البشري بما جعل منه إنسانًا شديد الحساسية والقرب من الناس، كما أنه كان قادرًا على التعبير عن الناس بشكل جيد.
وقد نشر يوسف إدريس العديد من القصص القصيرة في مجلة روز اليوسف وجريدة المصري، وقد انضم يوسف إدريس في عام 1961للمناضلين الجزائريين في الميدان ضد الاحتلال الفرتسي ليكون مشارك في حروب التحرير لعدة أشهر أصيب خلالها بالعديد من الحروب، وقد منحه الجزائريون وسامًا للتعبير عن تقديرهم الشديد لجهوده.
أعمال يوسف إدريس وتكريمه
طبعت الكثير من الأعمال الأدبية للأديب يوسف إدريس، وقد تحولت الكثير من أعماله لمسرحيات وأفلام سينمائية شهيرة، وتجلت آرائه السياسية في مقالاته الصحفية، وقد اختفي من الساحة لفترة في عهد الرئيس السادات بسبب تعليقاته السياسية قبل أن يعود بعد حرب أكتوبر كأحد كبار كتاب جريدة الأهرام، ومن أهم الأعمال الأدبية للأديب يوسف إدريس: أليس كذلك، وأرخص ليالي، وقاع المدينة، واللحظة الحرجة، والمهزلة الأرضية.
وقد حصل يوسف إدريس على العديد من التكريمات كوسام الجمهورية في عام 1963، كما حصل على وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى، وتم تعريفه كأحد أهم الكتاب في عصره، ورغم ذلك كان معارضًا للنظام الحاكم، وكان عضوًا في نادي القصة، وكذلك جمعية الأدباء، بالإضافة لنادي القلم الدولي، وقد توفي يوسف إدريس في الأول من أغسطس لعام 1991.