عبد القادر الجزائري هو أحد أهم الرموز الجزائرية والعربية لمقاومة الاحتلال، ويعرف بجانب أنه كاتب فيلسوف وشاعر بأنه مؤسس دولة الجزائر الحديثة.
عبد القادر الجزائري
الأمير عبد القادر الجزائري من مواليد سبتمبر عام 1807 في الجزائر، وتلقى تعليمه وهو القانية عشر من عمره، كما حصل على إجازة في القرآن الكريم والحديث النبوي ليبدأ بإلقاء الدروس الدينية في الجامع التابع لأسرته، وتم إرسال عبد القادر الجزائري إلى معاهد وهران لتلقي العلوم والتي أصبح من خلالها عالمًا في العديد من المجالات، ويعرف عن عبد القادر الجزائري أنه ينتمي لآل بيت الرسول صلي الله عليه وسلم.
ويعرف عن الأمير عبد القادر الجزائري أنه فيلسوف وكاتب وشاعر، وقد اشتهر بمقاومته ضد الاحتلال الفرنسي ورفضه لوجود احتلال فرنسي لبلده، وأصبح عبد القادر الجزائري رمزًا للمقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر الذي بدأ في عام 1830، وكان الشعب الجزائري بكامله يرفض هذا الاحتلال ولم يرضى به يومًا وتم مبايعة الأمير عبد القادر الجزائري بالإمارة على الجزائر في نوفمبر عام 1832، وكان عمره خمسة وعشرين عامًا حيث تعهد بالمقاومة ضد المحتل.
ومع تولي الأمير عبد القادئ الجزائري الإمارة كانت الجزائر تعاني من أوضاع سيئة على كافة المستويات ولم يكن يملك من المال ما يمكنه من إقامة دعائم الدولة وكان هناك الكثير من المعارضين له ولكنه كان يعمل على توحيد الصفوف، ومحاربة الفساد بكافة أشكاله، وقد عمل على تقسيم الجزائر لثمان مقاطعات كما عمل على تقسيم الوزارات إلى خمسة وكان المقر في مدينة معسكر.
مقاومة الاحتلال الفرنسي
وقد عقدت فرنسا مضطرة اتفاقية مع الأمير عبد القادر الجزائري، وهي الاتفاقية المعروفة باسم اتفاقية دي ميشيل 1834 حيث اعترفت فرنسا في هذه الاتفاقية بدولة الأمير عبد القادر الجزائري وكان له الحق في التعيين القناصل، واستيراد الأسلحة من كافة الجهات، وهو ما عزز من مكانة الأمير عبد القادر الجزائري.
ونجح عبد القادر الجزائري في تنظيم شؤون الدولة وتطويرها على كافة المستويات وتأمينها، ولكن بعد عام من اتفاقية دي ميشيل قامت فرنسا بنقض الاتفاقية وانضمت لها بعض القبائل، وهو ما دفعه لتنظيم الصفوف والاتجاه للجهاد وقد انتصر على الفرنسيين في معركة المقطع في عام 1835، واستطاعت فرنسا مرة أخرى الاستيلاء على مدينة معسكر ولكنه من خلال الدهاء السياسي استطاع تحقيق النصر على فرنسا مرة أخرى من خلال الصلح في معاهدة التفنة في عام 1837 بشروط جيدة.
نهاية الأمير عبد القادر
ونقضت فرنسا المعاهدة من جديد مع عبد القادر الجزائري في عام 1839 من خلال حرق القرى ومهاجمة الأهالي، ونادي الأمير عبد القادر الجزائري بالجهاد واستمرت الحرب مع الفرنسيين لمدة أربع سنوات، واستطاعت فرنسا تحقيق الانتصار علي الأمير عبد القادر الجزائري والمقاومة الجزائرية مما اضطره للجوء للمغرب وحصل على دعم من سلطان المغرب رغم الضغط الفرنسي ولكن ضعفت قوات الأمير واضطر لتسليم نفسه بعد الهجوم الفرنسي على مدينة طنجة، وسلم الأمير عبد القادر الجزائري نفسه حقنًا لدماء الجزائرين في عام 1847 وبقى أسيرًا حتى أطلق سراحه حيث اتجه إلى الآستانة ثم دمشق، وقد كان من المعروف عنه التزامه بالذكر والعبادة وترك العديد من المؤلفات العالمية، وقد توفى في عام 1883 عن عمر يناهز ستة وسبعين عامًا ودفن في دمشق.