التصوير الفوتوغرافى عبارة عن فن وعلم لم يأتى وليد الصدفة، حيث استعمل لفظ فوتوغرافى في عام 1839م، وهو مصطلح أُخذ من اللغة اللاتينية مقسم إلى جزئين إثنين، (Photo معناها الضوء وGraph ومعناها الرسم) وعند اندماج الجزئين يتكون لدينا كلمة فوتوغرافى “الرسم بالضوء”، ويعود تاريخ التصوير الفوتوغرافي إلى آلاف السنين وبالتحديد في النصف الأول من القرن التاسع عشر، حيث اعتمد على تكنيك وأصول فنية لإنتاج الصور من خلال الأشعة المنعكسة من الصورة على هيئة خيال ثم يعالج الخيال عن طريق مادة حساسة للضوء وينتج عنها الصورة الفوتوغرافية، وموخراً امتزجت بتقنيات حديثة ساعدت في تطويرها.
بداية التصوير الفوتوغرافى
من الصعب أن نجد بشكل واضح أرقام تحدد تاريخ التصوير الفوتوغرافى في الوطن العربى، حيث التقطت أول صورة لمنظر طبيعى على يد الفنان الفرنسى (جوزيف نيسابور نيبس)، وكانت الصورة من إحدى نوافذ منزله الذى كان يقيم فيه بجنوب فرنسا، حيث استغرقت التقاط الصورة ثمانى ساعات ووقت طويل أيضاً في تثبيتها، حيث استعملت أملاح كلوريد الفضة والجيلاتين، وبودرة البطاطس.
ولكن في أوروبا ابتكر الفنان الألمانى “أوسكار” أول آلات التصوير (الكاميرا لايكا 35 مم) سنة 1924م وهو أيضاً أول من استعمل لفظ الفوتوغرافيا.
أول صورة في العالم العربى
التقطت أول صورة في العالم العربى كانت في جمهورية مصر العربية في 4 تشرين الثانى 1839م بحضور محمد على باشا في الإسكندرية وذلك بعد مرور أربع أشهر من إختراع أول ماكينة للتصوير للمخترع (داجير) في أكاديمية العلوم بفرنسا.
وبعدها خرج أول مجموعة للمصورين الفرنسيين إلى فلسطين، وبلاد الشام وحرصوا على إكتشاف الوطن العربى، ولكن مع كل هذا فلا نجد أفضل من الرسامين والمهرة في هذا المجال لإستخدام هذة التقنية.
مراحل التصوير الفوتوغرافى
المرحلة الأولى: اعتمدت على تصوير الشكل المخصص للمناظر الطبيعية، وكان مقتصراً على (الجبال، الغابات، الأنهار، البحيرات) وغيرها من المناظر الطبيعية المثيرة للعين، ولكن في العصر الجديد دخلت العمارة، والحضارة وأصبح رسم المدن والقرى قسم هام لهذا الشكل.
المرحلة الثانية: انشغل المصورين الفوتوغرافيين بعملية البحث للوصول إلى أفضل الأساليب لكى يصلوا إلى اسقاط الألوان الطبيعية إلى الصور ولكن كان في وقتها يتم تلوين الصور بواسطة الفرشاة، ولكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى الألوان الحقيقية للطبيعة مقارنة بالصور الفوتوغرافية الحالية وكان ذلك في وسط القرن التاسع عشر.
المرحلة الثالثة: أسهمت التقدمات العلمية في النصف الأخير من القرن التاسع عشر في تسهيل العديد من الصعوبات التى كانت تواجه المصورين الفوتوغرافيين، ونجد أن الكثير من الأفراد كانوا منذ قديم الزمان في سباق دائم لتجسيد صورهم والإحتفاظ بها، وفى إكتشاف هذا المقصد في التصوير الفوتوغرافى شاهد الجمهور أول صورة فوتوغرافية ملونة في عام 1861م.
أنواع الكاميرات الفوتوغرافية
الكاميرات الفلمية الفوتوغرافية: تعتبر من أجمل الإختراعات وأعظمها، فهى تسمح لنا بالتصوير مباشرة وبعناية فائقة بضغطة زر واحدة، وهى عبارة عن ماكينة بها عدسة تقوم بدمج المنظر بالكامل عن طريق فتحة صغيرة تقوم بفتحها وإغلاقها أثناء التقاط الصورة.
الكاميرات الديجيتال الفوتوغرافية: هى عبارة عن تقنيات عالية الجودة في التصوير والفوتوشوب لكى تبدو الصورة أكثر نقاءاً وفى أجمل شكل لها، وتعمل على تصحيح الشوائب وإنقاص الخلل الموجود داخل الصورة.
أنواع التصوير الفوتوغرافى
1- تصوير الطبيعة (Natural landscape): وهو عبارة عن تصوير للطبيعة بإمكانية الإلتزام بوجود الأرض والسماء ومزج كل هذا بوجود القمر والنجوم وذلك من خلال وجود ضوء منعكس لإظهار منظر مبهج للصور، ومن أفضل الأوقات لتصوير المناظر الطبيعية وقت الغسق والشروق مع مراقبة تحركات السحب وتكوين الظلال.
2- التصوير الليلى (Night photography): من المعروف أن للتصوير الليلى يكون في وقت محدد ومن الأفضل أن يكون في ساعات الغسق (أى بعد غروب الشمس وقبل مطلع الشمس)، وذلك عندما يكون لون السماء أزرق قاتم، ولا يتم إستعمال الفلاش في الصور الفوتوغرافية الليلية، ومن الضرورى إستخدام حامل ثلاثى وذلك لأن التصوير الليلى يحتاج سطح ثابت لضمان عدم إهتزاز الكاميرا أثناء التصوير.
3- تصوير الحياة البرية (Wildlife photography): وهو عبارة عن تصوير كل الحيوانات البرية سواء كانت (حيوانات، حشرات، طيور) وهذا النوع من التصوير يعتمد على الدقة والمراقبة الجيدة للوصول إلى نتائج مُرضية، وأيضاً يتطلب هذا النوع من التصوير دراسة شاملة لبيئات الكائنات الحية، وأماكن تواجدها ووقت التزاوج، والتكاثر أيضاً.
4- تصوير الأبيض والأسود (Black and White): هو عبارة عن فن عريق يمكن إستعماله على درجات الصور التى تشمل درجات الأبيض والأسود حتى تتميز جودتها، كما يمكن لبعض الكاميرات الرقمية إختيار الأبيض والأسود دون عناء، وهناك كاميرات تتطلب ظبط برنامج الفوتوشوب.
5- تصوير الماكرو (Macro photography): هو عبارة عن التصوير الدقيق للأشياء عن قُرب، وتوضيح لأدق تفاصيلها مثل (الحشرات، الورود، وصفحات الكتب).
6- تصوير الأفراد (Portrait photography): وهو عبارة عن تصوير فريد من نوعه غير مشابه لأى نوع من التصوير، لأنه يعتمد على التركيز على الوجه ونظرات العيون مثل تصوير (الأطفال، الشبان، وكبار العمر) وتكون لأكثر من شخص وتختلف الصورة بإختلاف وضعيتها.
7- التصوير التجريدى (Abstract): هو عبارة عن نوع جديد من فن تجريد الموضوع بأساليب معينة يعتمد فيها المصور على الخيال الذى يطلق العنان لخيال المشاهد.
8- التصوير البانورامى (Panorama): وهى عبارة عن إلتقاط لمجموعة متتالية من الصور لمشاهد مراحل التحركات التى تلتقط بها الصورة من زوايا مختلفة، وتجميعها مع بعضها في صورة واحدة سواء كانت طولية وعرضية.
9- التصوير السريالى (Photomontage): هو عبارة عن فن تركيب الصور وجعلها مميزة وخارجة عن المألوف، بالإضافة إلى الخروج عن القواعد الأكاديمية.
اكتشف التصوير السريالى الفنان النمساوى “راؤول هوسمان“، في العشرينات من القرن الماضى لكى يترك طابعاً مميزاً من الخيال الذى لا يمكن رؤيته على الحقيقة بإستخدام برامج حديثة مثل الفوتوشوب.
10- التصوير الصحفى (Photojournalism): يعتمد التصوير الصحفى على إقتناص الفرص والإعتماد على السرعة للمصور وإمكانيته في إختيار اللقطات المميزة والجذابة.
11- التصوير الرياضى (Sports photography): وهو عبارة عن قسم من ضمن أقسام التصوير الصحفى أيضاً، لكونه يعتمد على إقتناص الفرص أيضاً لنجاح لقطة الصورة، ويلزم لذلك معرفة المصور الأساليب والطرق المناسبة لكل لعبة رياضية، وذلك لإلتقاط الصور المناسبة للاعب أو اللحظات الفارقة في البطولات، وهنا قد يستخدم عدسات مخصصة بالزوم ذات عقب بؤرى طويل من أجل تصوير دقيق للمباريات.