تحدثنا في مقال عن أبرز شعراء العصر العباسي في الشعر العربي، وذكرنا منهم أهم وأبرز الأسماء التي لمعت في سماء الشعر العباسي وتربعت على عرش الأدب العربي على مر العصور، أمثال الشاعر أبو الطيب المتنبي، والشاعر العظيم أبو العلاء المعري، والبحتري، والأصمعي، وكذلك الشاعر أبو فراس الحمداني ، وهو ما سوف يكون موضوع مقالنا خلال السطور القادمة:
الشاعر أبو فراس الحمداني
هو الحارث بن سعيد بن حمدان، واحد من أهم وأبرز شعراء العصر العباسي، فقد كان بمثابة واحد من أئمة الشعر العربي خلال تلك الحقبة الزمنبية من حكم الدولة العباسية التي تولت الخلافة الإسلامية عقب انهيار الدولة الأموية وزوال حكم بني أمية. أثرى الشاعر العربي أبو فراس الحمداني الشعر والأدب العربي بشكل جعل منه واحًدًا من أبرز الأسماء التي تتردد في سماء الشعر العربي على مر تاريخه إلى هذا اليوم.
نشأة وحياة أبي فراس الحمداني
نشأ الشاعر العربي أبو فراس الحمداني في أسرة الحمدانيين التي تعود جذورها إلى قبيلة تغلب، وقد وُلد الشاعر في العام 923م/ 320هـ، حيث شهدت مدينة الموصل العراقية مولده ونشأته. كانت هناك العديد من الظروف والعوامل التي كان لها الدور الأعظم في تبلور موهبة الشاعر أبو فراس الحمداني وكذلك دور عظيم في تكوين شخصيته الأدبية والشعرية، ولعل واحدة من أهم تلك العوامل هو ان نشأته وتربيته كانت على يد والدته وكذلك بن عمه القائد سيف الدولة الحمداني، ال1ي تولى تربية شاعرنا وكان له عظيم الأثر في نشأة ابو فراس الحمداني، بعد مقتل والد الشاعر على يد ناصر الدولة بسبب الخلافات السياسية حول الحكم في الدولة، حيث رغب ناصر الدولة الحمداني في الثورة على الخليفة في ذلك الوقت والاستقلال بحكم الموصل في العراق.
مقتل والده وأثر ذلك عليه
ذكرنا في الفقرة السابقة أن الشاعر العربي أبو فراس الحمداني كبر وترعرع في كنف ابن عمه السلطان سيف الدولة الحمداني، والذي كان حاكمًا على الموصل وشمال سوريا، بحسب سيطرة الدولة الحمدانية آنذاك على تلك المنطقة من الجزيرة العربية. وذكرنا كذلك أن والد الشاعر أبو فراس الحمداني قد لقى مقتله على يد ناصر الدولة الحمداني بعدما أراد الاستقلال بالموصل والتمرد على الخليفة، فبعث الخليفة بوالد أبي فراس لكي يخلصه من تمرد ناصر الدولة إلا أنه فشل في ذلك لينتصر عليه ناصر الدولة ويقتله، حينها كان الشاعر أيو فراس الحمداني في سن صغيرة جدًا؛ حيث كان وقتها في الثالثة من عمره، ما دفع ابن عمه إلى تولي تربيته ورعايته.
لعبت نشأة الشاعر العربي أبو فراس الحمداني في بلاط الحاكم وقتها ابن عمه سيف الدولة الحمداني دورًا كبيرًا في تنمية وتطوير موهبته الشعرية والأدبية، جيث كان بلاط سيف الدولة الحمداني وقتها يمتلئ يوميًا بكبار الشعراء والأدباء والمفكرين في الدولة خلال المجالس الأدبية والشعرية والفنية والفكرية والثقافية التي أثرت موهبة أيو فراس الحمداني.