الخليفة عمر بن الخطاب هو خليفة المسلمين الثاني، وأحد أشهر الصحابة في الإسلام نظرًا لأثره في الإسلام في حياة الرسول وبعد توليه الخلافة، ولشدة عدله يقول المسلمون عند مشاهدة الظلم: وإن سألوك عن العدل في بلاد المسلمين فقل مات عمر”.
عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب واسمه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن عدنان، ويكنى بأبو حفص العدوي، وكان عمر بن الخطاب من أشراف مكة وكانت له مكانته الرفيعة في الجاهلية وفي الإسلام، وقد عرف بالشجاعة والقوة والفطنة والفراسة، وكان إسلامه عز وقوة للمسلمين.
وكان يتصف عمر بن الخطاب بالقوة الجسمانية، وبعد إسلامه عرف عنه حسن عبادته وكثرتها، وخشيته من الله، وكان يعرف عنه قوة الشخصية والحزم في التعامل حتى لقبه رسول الله صلي الله عليه وسلم بالفاروق حيث أنه فرق بين الحق والباطل، حتى قيل عنه أن الشيطان كان يكره لقائه.
إسلام عمر بن الخطاب
يروى في إسلام عمر بن الخطاب أنه أسلم بعد أن كان ذاهبًا لاخته فاطمة غاضبًا من إسلامها وإسلام زوجها، ولكن شرح الله صدره للإسلام بعد أن قرأ القرآن وسأل عن مكان رسول الله عليه وسلم، وذهب إليه وخاف الصحابة من قدومه بعد علمهم أنه عمر بن الخطاب لقوته ومهابته ولكن دخل ونطق الشهادتين أمام رسول الله، ليكون إسلامه بالنسبة للمسلمين انفراجة بعد الضيق فبعد إسلامه استطاعوا أن يصلوا في جوار الكعبة، ومدحه رسول الله صلي عليه وسلم في كثير من الأحاديث النبوية ومنها قوله إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه.
وقد وافق رأي عمر بن الخطاب القرآن الكريم كثيرًا، فعندما سأل النبي عن اتخاذ مقام إبراهيم مصلى نزل القرآن الكريم ليوافق رأيه، وحدث ذلك في كثير من الأحداث بما يعني تأييد الله له وتأكيد لرجاحة عقل عمر وحسن فهمه، كما في آيات تحريم الخمر عندما قال اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شافيًا فأنزل الله القرآن بتحريم الخمر.
تولى عمر بن الخطاب الخلافة
تولى عمر بن الخطاب الخلافة بعد موت أبو بكر الصديق، وكان ذلك في العام الثالث عشر من الهجرة، وقد كانت خلافته من أفضل الفترات التي شهدها التاريخ الإسلامي، فقد كانت الدولة الإسلامية قوية خالية من الفتن وشهدت توسعات غير مسبوقة، وكان عمر بن الخطاب مع قوته وحسمه رحيم وعطوف مع المسلمين وهو ما ظهر بشدة بعد توليه الخلافة وإدراكه لواقع المسؤولية الملقاة على عاتقه، وعندما حدثت مجاعة في عهده كان يأكل الخبز والزيت ويقول والله لا أشبع حتى يشبع أطفال المسلمين.
وكان عمر بن الخطاب يسأل الله الشهادة في سبيله، وهى المنزلة التي نالها عندما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي أثناء إمامته للمسلمين في صلاة الفجر، ليستأذن بعدها أم المؤمنين عائشة ليدفن بجوار صاحبيه الرسول صلي الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق فأذنت له.