ثورة 1919 هي إحدى أهم الثورات المؤثرة في تاريخ مصر المعاصر حيث كانت البداية لطرد الاحتلال الإنجليزي وحصول مصر على استقلالها.
ثورة 1919
وثورة 1919 هي الثورة التي كان زعيمها سعد زغلول في عام 1919 ضد الاحتلال البريطاني، وشارك فيها جميع المصريون وكان الممثل لهم في المفاوضات مع الإنجليز هم أعضاء الوفد برئاسة سعد زعلول، وتعد هذه الثورة هي الأولى في إفريقيا والشرق الأوسط التي اندلعت ضد الاحتلال.
واندلعت ثورة 1919 بسبب المعاملة السيئة من قوات الاحتلال الإنجليزي للشعب المصري بما جعل، واستمدت الثورة قوتها من الشعب المصري الذي دعمها بكل قوة وشارك فيها رغم المواجهة العسكرية القوية التي كان الاحتلال الإنجليزي يواجه بها المصريين الذين خرجوا من أجل التخلص من الاستعمار.
مع إعلان بريطانيا الحماية على مصر في عام 1914 وإعلان الأحكام العرفية بعد ضعف السيطرة العثمانية علي مصر والتي عززتها سلطة محمد علي القوية، عمل الاحتلال الإنجليزي علي تجنيد نحو مليون ونصف مصري لصالح بريطانيا، واتجهت قوات الاحتلال لاستغلال المحاصيل المصرية وتسخير كافة مقومات الدولة وممتلكات الشعب لصالح بريطانيا ومشاركتها في الحرب العالمية، وكان هناك اعتقاد مصري بإنتهاء هذه الإجراءات مع انتهاء الحرب ولكن استمر التعسف والبطش البريطاني مما مهد للثورة المصرية عليهم واندلاع ثورة 1919.
اندلاع ثورة 1919
ومما زاد من فرص قيام ثورة 1919 تعرض الشعب المصري خلال فترة الحرب العالمية الأولى لمزيد من الظلم والقهر والاستبداد من جانب قوات الاحتلال البريطاني التي اتجهت بقوة لمصادرة ممتلكات الفلاحين لتوفير احتياجات الحرب مع العمل على إجبارهم لزراعة ما يحتاجه الجيش الإنجليزي.
كما تم إجبار الكثير من المصريين على العمل لصالح قوات الاحتلال الإنجليزي في مصر والمساعدة وراء خطوط القتال في العديد من المناطق كسيناء وفلسطين والعراق، بالإضافة لبلجيكا وفرنسا وغيرها من المناطق، وهو ما ساهم في اتجاه المصريين بقوة نحو ثورة 1919.
وعلى ضوء الظلم والقهر الإنجليزي للمصريين بدأت ثورة 1919 بمظاهرات ترفض تدهور الأوضاع في مصر وزيادة البطالة، واتجهت أعمال التظاهر التي بدأت في القاهرة والإسكندرية لأعمال عنيفة في بعض المناطق مما جعل ثورة 1919 تشتد وتفرض نفسها بقوة، وعملت الحكومة على احتواء الناس قبل أن يكون الشعب ضمن تظاهرات ثورة 1919 بالعديد من الإجراءات التي تواجه غلاء الأسعار وتوزيع الخبز المجاني إلا أن كافة الإجراءات لم تفلح في مواجهة مظاهرات ثورة 1919.
نجاح ثورة 1919
وتمسك المصريون وعبر ممثليهم في ثورة 1919 بمطالبهم والتي قدمها سعد زغلول والوفد المصري للمفوض البريطاني للمطالبة باستقلال مصر، وهو الطلب الذي رفضته مصر وتم القبض على سعد زغلول ورفاقه مما ساهم في اشتعال ثوةر 1919 في كافىة أنحاء مصر وتحولها لمعركة مصرية شاملة شملت كل طوائف المجتمع المصري، إلى أن أدرك الاحتلال البريطاني عمق الأزمة وقوة ثورة 1919 ولذلك اتخذ عدد من الإجراءات كإقالة المفوض السامي البريطاني، وتشكيل لجنة لبحث الأزمة إلى أن أقرت مصر باستقلال مصر باعتراف بريطانيا في عام 1922 بما يعد تتويجًا ونجاحًا لثورة 1919.