تاريخ مائدة الرحمن في مصر

3 سبتمبر 2024
تاريخ مائدة الرحمن في مصر

مائدة الرحمن هي أحد أشهر وأهم المظاهر التي يعرفها الشارع المصري في شهر رمضان المبارك، حيث يجلس فيها مع آذان المغرب كل من يمر بالشارع ليفطر في مشهد يعبر عن الرحمة والود بين أفراد المجتمع.

مائدة الرحمن

ينظم بعض الناس مائدة الرحمن في شهر رمضان المبارك طمعًا في الثواب من الله، نظير إطعام المساكين كأحد أوجه الخير بالإضافة لثواب إفطار الصائم غنيًا كان أم فقير، كما أن مائدة الرحمن صارت أحد أشكال الود والاحتفال بشهر رمضان المبارك، وتجمع الناس على مائدة واحدة.

ويختلف المؤرخون في بداية مائدة الرحمن، حيث يرجع بعض المؤرخين ظهور مائدة الرحمن لعهد الرسول صلي الله عليه وسلم، فيما يرجع البعض بدايتها لعهد عصر هارون الرشيد، وكذلك المعز لدين الله الفاطمي، بالإضافة لاعتقاد البعض بدايتها في عهد أحمد بن طولون.

مائدة الرحمن في عهد النبي

ويرى بعض المؤرخين أن بداية مائدة الرحمن كانت في عهد النبي صلي الله عليه وسلم، عندما جاء إليه وفد من الطائف لإعلان إسلامهم وأقاموا بالمدينة لفترة، فكان الرسول صلي الله عليه وسلم يرسل لهم الإفطار والسحور مع الصحابي بلال بن رباح، ورغم أن هذا الأمر لم يكن يطلق عليه مائدة الرحمن إلا أنه يمثل البداية لها باعتبارها الطعام الذي يقدم للغرباء.

كما أن عهد الخلفاء الراشدون شهد إقامة مائدة الرحمن والتي عرفت بدار للضيافة يفطر فيها الصائمون من الفقراء وعابري السبيل، وكانت بداية إقامة هذه الدار في عهد الخليفة عمر بن الخطاب في العام السابع عشر من الهجرة النبوية، وكان الإمام الليث بن سعد في مصر يقيم مائدة في شهر رمضان يقدم فيها أشهى الأطعمة وكان يقدم للناس الهريسة والتي عرفت باسم هريسة الليث.

مائدة الرحمن في مصر

وفي عهد الوالي أحمد بن طولون، أقام بجوار مسجده حديقة أشجار وورد، وتحت هذه الأشجار كان ابنه خيماروية مآدب الإفطار والسحور خلال شهر رمضان، بما يشبه مائدة الرحمن المعروفة حاليًا.

وقد عرفت مائدة الرحمن في العصر الفاطمي وكان يطلق عليها دار الفطر، وكانت تقام الأسمطة بطول 175 متر وعرض 4 أمتار، وقد ازدهرت موائد الرحمن بشكل كبير في عصر الفاطميين كغيرها من المظاهر الاحتفالية التي ما زالت معروفة إلى الآن، وقد اهتم حكام الفاطميين بإقامة مائدة الرحمن، وكان الناس يخرجون من بيوتهم أكثر من ألق قدر من مختلف ألوان الطعام لتوزيعه على الفقراء والمحتاجين، وإقامة الموائد بهذه الأطعمة، وكان يشارك في إقامة مائدة الرحمن الغني والفقير، وتنظم مائدة الرحمن في الشوارع وفي حجرات الاستقبال بالمنازل.

وكانت تقام مائدة الرحمن في عصر المماليك، وكان السلطان حسن يذبح كل يوم 117 ذبيحة، وكذلك كان يفعل بقية سلاطين المماليك في الحقبة التي حكموا فيها مصر، كما استمرت موائد الرحمن في العصر العثماني، وكان تقام مائدة الرحمن أمام منزل كل أمير، وتوسع في هذا الأمير الوالي عبد الرحمن كتخدا والذي عرف باسم إمام الخيرات