أشار العديد من علماء النفس أمثال فرويد وايزنك وكاتل إلى أهمية النواحي الفسيولوجية لدى الفرد وعلاقتها بالجانب السلوكي بل وتحديد نمط الشخصية، واتضح ذلك في نظرياتهم وآرائهم الفكرية وأشارت نتائج البحوث في مجال علم النفس الفسيولوجي إلى إمكانية تحديد مناطق بعينها في النصفين الكروين للمخ ومسئولة عن بعض الوظائف النفسية والوظيفية والسلوكية مثل مركز الذاكرة والنطق والتخيل والتخطيط والعواطف والانفعالات وغيرها، وهو ما يدل على قوة العلاقة بين الجانب البدني للجسم والجانب النفسيين البدني للجسم والجانب النفسي وسنتكلم اليوم عن تصنيفات علم البشر وسوف نتحدث في هذه المقالة عن تصنيفات علم البشر.
ان تاريخ علم النفس الفسيولوجي يسبق هذا العام بكثير، ولكن لم تغرب أغلب معلوماته عن إطار الآراء الشخصية والمعتقدات الذاتية لبعض الفلاسفة والمفكرون وربما الأطباء وفيما يلي ملخص لهذا التاريخ الطويل لعلم النفس الفسيولوجي:
- نظرية ابقراط في القرن الخامس ق.م حول الأخلاط الأربعة (الدم والصفراء والبلغم والليمف) وهي سوائل أربعة موجودة بالجسم ولكن يغلب أو يسود (إحداها على الثلاثة الأخرى فيظهر أثره واضحا على نمط شخصيية الفرد أو مزاجه العام، وبذلك يمكن تصنيف الناس إلى أربعة أمزجة بناء على هذه الأخلاط الأربعة (وفق آراء هذه النظرية)
- فإذا غلب الدم صار الشخص كثير الحركة والنشاط والكلام والاندفاع ومتصفا بالحمية، ويكون منتميا إلى النمط الدموي.
- وإذا غلبت الصفراء صار الشخص غضوب سريع الغضب متقلب المزاج والهوى غيور، ويكون منتمية إلى النمط الصفراوی
- وإذا غلب البلغم صار الشخص حزينا كئيبا، ويكون منتميا إلى النمط الليمفاوى
- ويبدو من هذه النظرية العلاقة الوثيقة بين فسيولوجيا الجسم ونمط الشخصية ممثلا في السلوك الذي يسلكه الفرد أو يميز أغلب حالاته المزاجية في تعامله مع الآخرين.
تصنيفات علم البشر
صنف النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل 1500 علم البشر إلى ثلاثة أصناف وفق صفة الغضب، التي أثبت العلم الحديث علاقتها بتغيرات فسيولوجية وكيميائية سلبية معينة تحدث في الدم لحظة حدوثه ولا تزول إلا بعودة الفرد لحالته الطبيعية، وذلك على النحو التالي :
الصنف الأول من الناس
بطيئو الغضب سريعو الفيء، وهؤلاء مطمئنون وجوههم و لا يغضبون بسهولة فنادرا ما يثورون، وبلغة علم النفس يمكن وصفهم بأن عتبة الغضب لديهم مرتفعة، وإذا غضبوا فسرعان ما يعودون إلى حالتهم الطبيعية.
الصنف الثاني من الناس
سريعو الغضب سريعو الفيء، وهؤلاء سرعان ما يثورون وتوترون ويغضبون، ولكنهم أيضا سرعان ما يعودون لحالتهم الطبيعية، وهم حالة وسط بين النمط السابق والنمط
الصنف الثالث من الناس
سريع الغضب بطيئو الفيء، وهؤلاء هم الذين يغضبون سريعا ويتحولون من حالة الهدوء إلى حالة التوتر والاستثارة وعدم القدرة على السيطرة على أفعالهم وأموالهم، فتعمر وجوهم ويتصبب عرقهم وتنتفخ اوداجهم وتتسع حلقة عيونهم وتعلو أصواتهم وتخشب أطرافهم ويصعب السيطرة عليهم، وفي نفس الوقت يستغرقون وقتا طويلا لكي يعودون إلى حالتهم الطبيعية.
تصنيفات أخرى لـ علم البشر
تصنيفات علم البشر تكمن في تصنيف وليم شيلدون علم البشر، الناس إلى ثلاثة أصناف أيضا وفق التكوين البيولوجي لهم، محاولا الربط بين البناء الجسمي ونمط الشخصية ممثلا في السلوك السائد لدى الفرد على النحو التالي:
النمط الإكتومورفي
ويسمى أيضا النمط المخي أو الدماغی لأن الدماغ ينشأ من طبقة الإكتودیرم في الجنين، ويتصف هؤلاء الأفراد بالنحافة وضعف البدن، والانطواء والتحفظ والكف والانكماش وحب العزلة والكبت والهدوء والدقة والنظام والروتين في أداء الأعمال المختلفة وتجنب الظهور ورهافة الحس .
النمط الميزومورفي
ويسمى أيضا النمط العضلي أو العظمى نسبة إلى تكون العضلات والعظام من طبقة الميزوديرم في الجنين، ويتصف هؤلاء الأفراد بقوة الجسم ومثانة العضلات والبناء الهيكلى، والنشاط والحركة والشجاعة والإقدام وإثبات الذات والميل الرياضي والرغبة في السيطرة والمنافسة وربما العنف والعدوان والمخاطرة.
النمط الإندومورفي
ويسمى أيضا النمط الحشوي أو البطني نسبة إلى تكون الأحشاء الداخلية من طبقة الإندوديرم في الجنين، ويتصف هؤلاء الأفراد بكبر حجم البطن وامتلاءها والشراهة تجاه تناول الأطعمة والمشروبات والميل للمعاشرة وبالتالي الراحة والكسل والاسترخاء وضعف الهمة والتبلد والمرح والتسامح