يدرس التحليل النفسي النفس البشرية، كما أنه يستخدم لكي يعالج بعض المشاكل والاضطرابات النفسية، وفي هذا الموضوع سوف نتحدث عن المفاهيم التي ترتبط بالتحليل النفسي ونرصد كيف يعمل التحليل النفسي وما هي الاضطرابات النفسية التي يساعد على علاجها التحليل النفسي، بالإضافة لمعرفة الطرق المختلفة للتحليل النفسي.
ما هو التحليل النفسي ؟
التحليل النفسي هو شكل من أشكال العلاج النفسي ويعتمد على فهم العمليات العقلية اللاواعية التي تحدد أفكار وأفعار ومشاعر الشخص، وهذه الطريقة في العلاج التي تعتمد على التحليل النفسي تساعد الشخص على تحديد وربط العمليات اللاشعورة بالمشاكل الجسدية أو النفسية التي ربما يواجهها.
ويعتبر بعض المتخصصين في الصحة العقلية أن التحليل النفسي من العلاجات الفعالة لمجموعة متنوعة من مشاكل الصحة العقلية، وعلى الجانب الأخر لا يرى براء آخرون بأن التحليل النفسي علاج فعال مباشر للاكتئاب أو غيره من الحالات، لكنه ربما يساعد في:-
- زيادة الوعي الذاتي بالأفعال والقرارات.
- تخفيف الأعراض.
- رؤية أوسع تمكن الشخص من خلالها أن يراقب المشكلة الموجودة لديه ويقوم بتصحيحها بنفسه.
تعرف على كيفية عمل التحليل النفسي
- يقوم المحلل النفسي المدرب بالعمل على فكرة بأن البشر ليسوا بمدركين لحد كبير للعوامل التي تؤدي بهم لارتكاب سلوك أو بشعور معين، ويستخدم المحلل النفسي العلاج الحديث لكي يستكشف أنماط التفكير والمشاعر وردود الأفعال ليكن لدى الشخص سيطرة أفضل على سلوكياته ومشاعره.
- والتحليل النفسي يعد أحد أكثر أشكال العلاج كثابة من حيث الالتزام المالي والوقت، وهذا الأمر يتطلب في الأغلب سنوات للشخص المصاب وللمحلل الخاص به لكي يصلوا لنقطة فهم لأعماق النفس.
- وفي التحليل النفسي التقليدي قد يلتقي الشخص بالمحلل النفسي من 3 لـ 5 مرات في الأسبوع وقد تستغرق كل زيارة حوالي 45 دقيقة.
الاضطرابات التي يعالجها التحليل النفسي
يستخدم التحليل النفسي لكي يعالج العديد من الحالات، بما في ذلك..
- القلق، الاكتئاب، الوسواس القهري.
- ومن القضايا الأخرى التي قد يساهم التحليل النفسي في علاجها ما يلي..
- الصعوبات الجنسية.
- التعاسة في العمل أو في المنزل أو في الحياة بشكل عام.
- مشاعر العزلة.
- نوبات حادة في المزاج أو تقدير الذات.
- المشكلات الشخصية.
- الشعور بالضعف والعجز.
- صعوبة التركيز على المهام أو الأنشطة اليومية.
- القلق المفرط.
- سلوك التدمير الذاتي، بما في ذلك تعاطي المخدرات وادمان الكحول.
فرويد ومدرسة التحليل النفسي
يعد فرويد هو المؤسس لمدرسة التحليل النفسي التي اهتم بمكونات وجوانب الشخصية، وقسم فرويد الشخصية لـ 3 أقسام وهم..
- الأنا: هو المسيطر على الحركات الإرادية كرد فعل للتفاعلات التي تحدث بين الإدراك الحسي والعضلي، بالإضافة لدراسة المثيرات البيئية الخارجية وتخزينها على هيئة خبرات، والتكيف مع الخبرات المعتدلة وتجنب العرض للخبرات الغير مرغوب فيها.
- الأنا العليا: مخزون من الأخلاقيات والمثاليات والحق وجميع سمات القيم العليا، وهي بمثابة الرثيب النفسي، وتتأثر الأنا بالوالدين ومن يحل مكانهما من الشخصيات المعروفة التي يتأثر بهما الفرد، وقد يهذبا ثقافة ومستوى الفرد التعليمي.
- الهو: يعد منشأ للطاقة النفسية الحيوية والبيولوجية، ويحتوي على الغرائز التي تولد مع الإنسان، أي أنه الصورة البدائية لتكوين شخصية الفرد قبل أن يختلط بالمجتمع والبيئة، وهو بعيد عن المعايير والقيم وفي الأغلب تقوم الأنا العليا بظبط هذا النشاط.
طرق التحليل النفسي
في علاجات التحليل النفسي التقليدية في الأغلب يستلقى الشخص على أريكة ويجلس المعالج الخاص به خلف الأريكة حتى لا يمكن لكل منهما أن يتصلا بالعين ولكي يصلا لمستوى أكثر حميمية من النقاش والاكتشاف، وربما يستخدم المعالج اسلوب واحدًا أو أكثر من أساليب التحليل الآتية..
الحديث الحر
في هذا الأسلوب سوف يتحدث المريض عن أي شيء في عقله دون مراقبة مع تدفق المشاعر والأفكار، وتلك الطريقة تتيح للشخص أن يتراجع أو يعود لحالة عاطفية أكثر طفولية، بحيث يمكنه هو والمحلل أن يحددوا مصدر المشكلة ويقيموا علاقة علاجية أفضل.
تقديم التفسيرات
ربما يقوم المحلل النفسي بإدخال نفسه في الجلسة من خلال إبداء تعليقات على الحديث أو ربما لكي يشجع المزيد من الاستشكاف ومزيد من المعلومات المتعمقة.
حياد المعالج
يظل المعالج الخاص بالمريض في هذه الطريقة محايدًا لكي يحافظ على تركيزك وسوف يتجنب المحلل الخاص بالمريض أن يدخل نفسه في المناقشة لكي يمنع صرف انتباهك عن ردود مشاعرك أو افعالك.
مرحلة التحول
إذا كانت العلاقة قوية بينك وبين المحلل الخاص بك، فربما تبدأ في نقل الأفكار أو المشاعر المرتبطة بشخص آخر إلى معالجك أو أي شخصية هامة آخرى في حياتك، وتلك المرحلة تتيح لك مناقشة التصورات والتفسيرات التي ربما تكون لديك عن أشخاص آخرين.
مرحلة الاقتحام والتوغل
هذا النوع من التحليل النفسي في الأغلب يكن ثانوي وتقني، ويتم استخدامه لإذكاء الوعي بمصدر إحدى المشكلات ثم يقوم باختبار رد الفعل عليها، ومع الوقت تتيح تلك التقنية للشخص المصاب إجراء تغييرات في حياته لكي يتحكم في ردود الفعل.