كثير منا يتردد كثيرًا على مسامعه لقب شاعر الرسول، ولكن كم منا يعرف من هو الشاعر الذي أطلق عليه ذلك اللقب. هذا هو محور الحديث في هذا التقرير والذي سوف نتاول فيه سيرة حسان بن ثابت الملقب بشاعر الرسول.
من هو حسان بن ثابت ؟
خلال العصر النبوي برز عدد من شعراء العرب الذين نظموا قصائدهم حول مدح ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن كان من بين هؤلاء ثلاثة شعراء فقط كانوا أكثر شهرة وصيتًا من غيرهم وأطلق عليهم شعراء الرسول الثلاثة. كان حسان بن ثابت أكثر شعراء العصر النبوي صيتًا بين الشعراء الثلاثة؛ وهم (حسن بن ثابت، كعب بن مالك، عبد الله بن رواحة). لقب شاعر الرسول بسيد الشعراء، بينما بن مالك عُرف بشاعر الحرب، وبن رواجة بشاعر المجاهدين.
دخل حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، الملقب بشاعر الرسول، الإسلام في سنًا كبيرة؛ حيث أعلن الرجل إسلامه في الستين من عمره، فقد كان من أبرز شعراء الجاهلية الذين لعب دخولهم الإسلام دور كبير في إثراء إنتاجهم الفني والأدبي والشعري. ولعل أبرز ما قيل عن بن ثابت هو التصاقه الشديد بمعظم ملوك الممالك العربية قبل الإسلام، فقد كان يعد في العصر الجاهلي شاعر المدينة وبعد دخوله الإسلام أصبح شاعر الرسول، وبمجرد موت النبي محمد _عليه افضل السلام_ عُرف بن ثابت بعد ذلك بشاعر اليمانيين.
حياة الشاعر قبل إعلان إسلامه
كما ذكرنا في الفقرات السابقة، فإن حسان بن ثابت كان يعد واحدًا من الشعراء المخضرمين؛ فقد جمع بين كونه أبرز شعراء الجاهلية وكذلك أشهر شعراء صدر الإسلام وذلك بعد دخوله الدين الإسلامي.
فقد كان شاعر الرسول بمثابة المتحدث الرسمي بلسان قبيلة الخزرج بالمدينة؛ حيث كان من المعروف قديمًا أن القبائل العربية تفتخر كثيرًا بشعرائها وتتباهى بهم بشكل ملحوظ وتعتبرهم ناطقين باسمها ومتحدثين عن ثقافتها ومعالمها، وهو ما كان سببًا مباشرا في شهرة الشعراء في ذلك الوقت في شبه الجزيرة العربية.
وكان حسان بن ثابت في خصومة دائمة ومواجهة نارية مباشرة مع الشاعر قيس بن الخضيم، شاعر قبيلة الأوس؛ وذلك نتيجة للصراع والخصام الدائم بين القبلتين (الأوس والخزرج).
إسلام الشاعر
كما هو مُشار إليه في السطور السابقة، فقد أعلن حسان بن ثابت إسلامه في سن متأخرة ألح حد كبير بعد أن كان أشهر شعراء الجاهلية والمتحدث باسمها في شبه الجزيرة العربية، ولكن أطال الله سبحانه وتعالى في عمر الشاعر حتى يعيش وهو مسلم ما عاشه في الجاهلية. بعد إسلام شاعر الرسول بدأ تكريس شعره وموهبته الفذة في محاربة أعداء الإسلام ومواجهة بسلاح الشعر والأدب، فلم يكن مجاهدًا يحمل سيفًا بل يحمل قلمًا وموهبة أقوى من السيف.
مميزات بن ثابت الشعرية
خص الله سبحانه وتعالى بموهبة فريدة من نوعها وزودها بسمات ومميزات شعرية نادرة وعظيمة، وهو ما مكن الشاعر من إجادة الكثير من الفنون الشعرية على رأسها المدح والهجاء.
