تشتهر بعض المناطق المصرية بعادات وتقاليد خاصة في شهر رمضان، ومنها وجبة اللصيمة التي تعد من أشهر أكلات شهر رمضان عند بدو سيناء.
وجبة اللصيمة
وجبة اللصيمة أو اللبة هي إحدى أشهر المؤكولات الشعبية في سيناء، ويحرص السيناويون على تناول هذه الوجبة الشعبية خلال شهر رمضان، ويتم تناولها كوجبة طازجة، ووجبة اللصيمة هي من الوجبات التراثية القديمة، وتشتهر بها المناطق الساحلية والجبلية في سيناء.
صنع وجبة اللصيمة
يصنع بدو سيناء اللصيمة من العجر وهو البطيخ الصغير وبشائره قبل أن يتم نضجه وقبل أن يتحول للون الأحمر، حيث يتم تقطيع هذا العجر مع إضافة الفلفل العرايشي الحار والثوم، ويضم إضافة هذا الخليط مع القرصة وهي عبارة عن قطعة عجين تتم صناعتها من الدقيق الأسمر والملح والماء، ويتم عجنها في وعاء عميق يعرف باسم الأمر، ويتم وضع هذا الخليط بعد ذلك على النار من أجل شوائه.
وشواء اللصيمة يكون في الرمل الساخن، والذي تأتي حرارته من حرق أغصان الأشجار والأخشاب، ويتم إضافة كميات كبيرة من زيت الزيتون للصيمة عند شوائها، ويفضل أهالي البادية تناول هذه الوجبة خلال شهر رمضان، وإلا لم تكن هي الوجبة الرئيسية فتوجد أيضًا على مائدة الطعام كنوع من السلاطة أو مقبلات الطعام.
اختراع اللصيمة
وجاء اختراع اللصيمة نتيجة للظروف الاقتصادية والطبيعية التي تعرفها المناطق الجبلية في سيناء، وعرفت اللصيمة خلال رحلات أهالي سيناء فما يعرف بموسم الحصيدة، حيث كان الأهالي يتوجهون شرقًا في اتجاه فلسطين خلال موسم حصاد القمح، وذلك من أجل جمع القمح، والذي كان يتم جمعه وطحنه في الرحايا وصناعة منه قرص الملة على أشكال دائرية.
وفي ظل عدم وجود أفران خاصة بالخبز والشواء، كان السينايون يعتمدون على الطبيعة في الشواء حيث يتم إشعال النار من جذوع الأشجار المتواجدة واستخدام بشائر البطيخ غير الناضجة، بالإضافة لاستخدام الباذنجان والطماطم، من أجل صناعة وجبة بالأشياء المتوفرة.
قيمة اللصيمة
وتعد وجبة اللصيمة طعامًا صحيًا لكونها طبيعة في كافة مكوناتها وطريقة تحضيرها، بما يجعلها آمنة على الصحة بالإضافة لكونها تكون غذاء شهيًا، حتى إنه يتم الاعتماد عليها كمقبلات للطعام، فلا يوجد بها أي مشاكل ولكن قد يتعرض البعض للتخمة بسبب الإسراف في تناولها، حيث يتم تناول كميات كبيرة نظرًا لتميز طعمها.
وقد باتت وجبة اللصيمة من الأطعمة التراثية المعروفة لدى كل سيناوي وهناك حرص على تناولها، وتوارثها عبر الأجيال المختلفة، حتى أنه بعد وجود الأطعمة البديلة ووجود الوجبات البديلة كان هناك حرص على وجودها ضمن مائدة الطعام خاصة في رمضان كمقبل وطعام إضافي، كما أنها من الأطعمة التي تحضر بشكل رئيسي في العزائم السيناوية ويتم تبادلها بين الناس، مع الحرص على أن تظل موجودة لدى الأجيال الجديدة وأن لا تتعرض للاندثار.