عبد الوهاب المسيري هو أحد أشهر المفكرين في العصر الحديث، ومن أكثر المفكرين الذين تحدثوا عن اليهود والصهوينية بنظرة علمية خلال القرن الماضي.
عبدالوهاب المسيري
والدكتور عبد الوهاب محمد المسيري، من مواليد أكتوبر 1938، في مدينة دمنهور التابعة لمحافظة البحيرة، وتلقى تعليمه بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وتخرج في الجامعة عام 1959، ونظرًا لتفوقه عين معيدًا بكلية الآداب.
وسافر عبد الوهاب المسيري إلى الولايات المتحدة عام 1963 حيث حصل هناك على الماجستير في الأدب الإنجليزي المقارن من جامعة كولومبيا بنيويورك عام 1964، كما حصل على الدكتوراه من جامعة رتجرز بنيوجيرسي عام 1969، وتوفي في يوليو 2008.
مسيرة عبد الوهاب المسيري العلمية
وعقب عودة الدكتور عبد الوهاب المسيري لمصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس، بالإضافة لعدة جامعات أخرى كجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، وكان أستاذًا زائراً في أكاديمية ناصر العسكرية، بالإضافة للجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
وكان الدكتور عبد الوهاب المسيري عضوًا بمجلس الخبراء في مركزالأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، كما عمل كمستشار ثقافي للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة في نيويورك، كما شغل منصب عضو مجلس الأمناء في جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية ببليسبرج بولاية فرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية.
ويعرف الدكتور عبد الوهاب المسيري بأنه عالم اجتماع، ومؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين، والتي استطاع من خلالها وضع نظرة جديدة موسوعية موضوعية علمية للظاهرة اليهودية بشكل خاص، وتجربة الحداثة الغربية بشكل عام، واعتمد في مؤلفاته على تطوير مفهوم النماذج التفسيرية حتى إن البعض يرى أنه كان متعاطفًا مع اليهود في بعض مؤلفاته، وقد صدرت له عشرات الدراسات والمقالات عن الحركة الصهيونية وإسرائيل بما يجعله أبرز المؤرخين العالميين المتخصصين في الحركة الصهيونية.
وكان عبد الوهاب المسيري ينتمي في بداية حياته للإخوان المسلمين ثم انتمي لليسار المصري وللحزب الشيوعي بالتحديد، وانضم لحزب الوسط عام 2004، كما شغل منصب المنسق العام لحركة كفاية للمطالبة بالإصلاح الديمقراطي في مصر، وتعرض للاعتقال أكثر من مرة في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك.
الرؤى الفكرية لـ عبد الوهاب المسيري
من أبرز الأطروحات الفكرية لعبد الوهاب المسيري ما طرحه حول المجتمع التراحمي والمجتمع التعاقدي، وأسقط هذا الطرح علي حياته بداية من نشأته في مصر وحتى انتقاله للولايات المتحدة من أجل الدراسة، حيث يوضح أن المجتمع التراحمي تقوم علاقاته على التراحم والتعاطف بين أفراده، بينما يقوم المجتمع التعاقدي علي أساس التعاقد والمصلحة.
ويرى عبد الوهاب المسيري أن العالم بغياب الله يتحول لمادة طبيعية صماء خاضغة لقوانين الحركة والضرورة والتي يمكن التحكم فيها، كما يرى أن اللذة تعد الإنسان بالفردوس الأرضي الذي يريحه من الأعباء والالتزامات تجاه الآخرين، كما أن من نظرياته أن النسبية الإسلامية هي أن يؤمن الإنسان بأن هناك مطلقًا واحدًا هو كلام اللّه وماعداه فاجتهادات إنسانية نسبية في علاقتها بالمطلق الذي يوجد خارجها”.