في أرض مباركة حدثت قصة أصحاب الجنة حيث كان رجل صالح يملك جنة كبيرة يتصدق على الفقراء والمساكين، وكان الله تعالى يبارك له في المحاصيل الزراعية فكانت تكبر وتزدهر نتيجة الخير الكبير الذي يقوم به مع المحتاجين، كان الرجل لديه أولاد يأخذهم معه إلى هذه الجنة لكي يروا أن كل هذا الخير نتيجة مساعدة الفقراء، لأن الله تعالى يبارك في الصدقة.
قصة أصحاب الجنة
كان الأولاد صغار وكانوا يرون والدهم وهو يعطي الفقراء ببذخ كانه لا يخاف الفقر، كان الله تعالى يبار كفي هذه الجنة كبرت وكثرت محاصيلها وأصبحت تجني الأموال الكثيرة، كبر الرجل الصالح صاحب الجنة وأصبح في فراش الموت وكبر الأولاد واصبحوا شباب، وفي يوم جاء أمر الله تعالى وتوفى الرجل الصالح، واجتمع الأولاد ليحددوا ماذا يفعلون مع الفقراء الذين يأتون كل وقت حصاد ليأخذوا الصدقات كما تعودوا.
أصحاب الجنة والفقراء
أتفق أبناء صاحب الجنة أن لا يعطوا الفقراء نصيبهم من الصدقة كما تعودوا، لأن الجنة سوف تخرج لهم المال الكثير عندما يتوقفوا عن أعطاء الفقراء، قال أصحاب الجنة أن والدهم كان سبب في أن يطمع المحتاجين فيهم ويعتقدون أن نصيبهم من المحاصيل هو واجب عليهم ويجب أن يأخذوه، فكر أصحاب الجنة بطمع شديد وفكروا أن لا يعطوا الفقير صدقة.
الأخ الأوسط
كان الأخ الأوسط في قصة أصحاب الجنة رأيه مختلف عن باقي أخوته، حيث نصح أخواته أن يسيروا على طريق والدهم وان يعطوا للفقير والمحتاج نصيبه من مما رزقهم الله تعالى حتى تستمر الأرض في إخراج الثمار والمحاصيل بكثرة، ولكن الأغلبية كان رأيهم عدم أعطاء الفقراء والمحتاجين فتم حسم الأمر لصالحهم.
حيلة أصحاب الجنة
أتفق أصحاب الجنة أن يذهبوا في يوم جمع المحاصيل باكرًا عن الموعد الذي كان يذهب فيه أباهم، وكان الهدف أن يقطفوا المحاصيل قبل ان يستيقظ لفقراء ويطلبون الصدقات، لكن قصة أصحاب الجنة لم تسير كما أرادوا، حيث استيقظوا في الصباح وصاروا يسيرون بهدوء شديد حتى لا يشعر بهم أحد، وعندما ذهبوا إلى الجنة وجدوا مفاجأة مأساوية.
الجنة القاحلة
وجد أصحاب الجنة أنها قاحلة خاوية على عروشها، حيث أحترق الثمار كله وأصبحت غير صالحة للزراعة، وخسروا جميع المحاصيل الزراعية نتيجة طمعهم الشديد، هنا تذكر أصحاب الجنة الله تعالى وأن سبب هذا الخراب نيتهم السيئة في عدم أعطاء الفقير حقه، وأن سبب البركة في الجنة أيام والدهم كان التصدق على الفقير والإحسان إليه، أستغفر أصحاب الجنه الله تعالى على ما كانوا يعزمون على فعله.
الدروس المستفادة
الصدقة سبب في فتح باب رزق جديد للإنسان، كما أن الصدقة تكتب في حسنات الإنسان وترتفع منزلته بها يوم القيامة، من الناحية الإنسانية الصدقة تساعد الفقير على الحياة وتجعلنا نشعر بالآخرين، كما أنها تزيل الحقد والكراهية الطبقية في المجتمع، الإنسان الغني عليه أن يشارك في بناء المجتمع بمساعدة الفقراء والمرضى حتى يبارك الله تعالى له في ما رزقه.