قصة راعي الغنم الحكيم تحكى عن ملك عادل كان لديه وزير أحمق لا يهتم لشئ في أمور الدنيا غير الأموال، أراد هذا الملك أن يعلم الوزير درس في عظيم، طلب الملك من الوزير أن يحضر له غدًا أسوأ شئ في الوجود وإن لم يفعل سوف يتعرض للعقاب الشديد، خاف الوزير وذهب مسرعًا إلى خارج القصر وهو مشتت الذهن ويفكر عن أسوء شئ في الحياة.
قصة راعي الغنم الحكيم
أخذ الوزير يفكر في العقاب الذي سيتعرض له إن لم يجد أسوء شئ في الوجود، ذهب في طريقة بدون تحديد وجه محددة وكان يفكر في خطة الهروب من الملك إن لم يجد أسوء شئ، وبينما هو في طريقه وجد راعي الأغنام رجل عجوز كبير في السن، وكانت الأغنام من بعيد غريبة حيث كانت في أعناقها ضوء لامع يخرج منها، تعجب الوزير من هذا المشهد ومشى بالقرب من العجوز.
الوزير والراعي
أقترب الوزير من راعي الغنم الحكيم ليرى الأمر عن قرب، وجد إن الأغنام حول رقبتها طوق من الأحجار الكريمة، تعجب الوزير من هذا المشهد وسأل الراعي: ما سر هذه الأحجار: أجابه الحكيم: هذه الأحجار أجدها كل يوم عند طلوع الشمس إذا ارد مصلها تعالى في المساء وسوف نراها في الغد وقت طلوع الشمس، وافق الوزير.
الأحجار الكريمة
بقى الوزير بجوار الراعي وهو يفكر في خطة الهروب و بحصوله على كمية كبيرة من هذه الحجار سوف يكون رجل ثري لا يحتاج للعمل عند الملك مرة أخرى، في المساء شعر الراعي والوزير بالتعب الشديد، فجلسوا على الأرض لكي يستريحوا ولكن النعاس غلبهم وناموا، واستيقظوا عند الصباح وقد طلعت الشمس دون أن يشاهدوها، غضب الوزير بشدة، إلا أن الراعي أخبره أن عليه الانتظار لليوم الثاني، ولكن الوزير رفض.
راعي الغنم الحكيم والوزير
طلب الوزير من الراعي أن يعطيه الأحجار الكريمة الموجودة في رقبة الغنام، لكن راعي الغنم الحكيم أشترط عليه أمر حتى يحصل على الأحجار وهو أن يشرب اللبن في الوعاء الذي يشرب منه الكلب، وافق الوزير، وأخذ الحكيم أحد الأغنام وبدأ يحلبها، نظر الحكيم إلى الوزير وهو يحلب اللبن وقال له: ما حكايتك وما أتى بك إلى هنا، قال له الوزير: طلب مني الملك أن أحضر أسوء شئ في الدنيا، هنا أبتسم الحكيم وصمت.
أسوأ شئ في الوجود
بعد أن انتهى الحكيم من ملء وعاء الكلب باللبن، قدمه إلى الوزير لكي يشرب منه وبالفعل أخذ الوزير ليشرب، إلا أن راعي الغنم الحكيم أخذ منه الوعاء ووضعه أمام الكلب ونظر للوزير وقال له: هل عرفت الآن ما هو أسوأ شئ في الدنيا، قال الوزير: لا، رد عليه الحكيم: أسوأ شئ في الدنيا الطمع لأنك عرض نفسك إلى الإذلال والشرب في وعاء الكلب لكي تحصل على الأحجار، فرح الوزير من كلام الحكيم وذهب إلى الملك وأخبره أن أسوء شئ في الدنيا الطمع، هنا أطمئن الملك للوزير وفرح منه وأعطاه مكافأة مالية كبيرة.