أرسل الله الأنبياء والرسل لهدايه البشر وتوجيهم إلى طريق الله طريق الصواب وهم بشر مثلنا لكن اصطفاهم الله ليكونوا أنبياء وتحمل كلا منهم الكثير من العناء من قومه، ولكنهم استمروا لتنفيذ أوامر الله، ولكل رسول قصة تختلف عن غيره من الرسل والأنبياء وذكر الله بعض من قصص الأنبياء في القرآن الكريم وبعضاً منهم لم يأتي ذكرهم في القرآن الكريم لحكمة لا يعلمها إلا الله وكان من بين هؤلاء الرسل سيدنا زكريا عليه السلام الذي جا ليهدي قومه وهم بني إسرائيل، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، قيل في نسب سيدنا زكريا أنه زكريا بن دان بن مسلم بن صدوق ويصل نسبه إلى سيدنا يعقوب بن إسحاق عليه السلام، وقيل أن سيدنا زكريا كان يعمل نجاراً، وذكر سيدنا زكريا في القرأن ثماني مرات، وجاءت قصة سيدنا زكريا في سورة مريم، وآل عمران، وفيما سنتناول قصة زكريا عليه السلام.
قصة سيدنا زكريا عليه السلام
أرسل الله سيدنا زكريا إلى قوم بني إسرائيل لهدايتهم إلى طريق الله وعبادته وحده لا شريك له، وإبعادهم عن طريق الظلمات والشرك والفجور وارتكاب المعاصي، لكنهم لم يستجيبوا له، وكان سيدنا زكريا يعمل بالنجارة
كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( كان زكريا نجاراً )
فكان جميع الأنبياء يعملون ويسعون إلى طلب الرزق، وكان يتصدق بماله على الفقراء والمساكين، وبعد أن ينتهي من عمله يعود إلى المحراب ليعبد الله ويحمده ويشكره على نعمه، وبدأت قصة سيدنا زكريا عندما بلغ الكبر وملأ الشيب رأسه فكان عمره تسعين عاماً، وكانت إمرأتة عاقر وكان هذا الأمر يحزنه كثيراً، فكان يخاف أن يموت ولا يوجد له ولداً يرثه، ويحافظ على دين الله، ولكنه لم ييأس من قدرة الله ورحمته، وكان يوجد فتاة تدعى مريم بنت عمران كان يتكفلها سيدنا زكريا ويعلمها الدين، ويأتي لها بالطعام والشراب وكل شئ تحتاج إليه، وفي يوم ما ذهب إليها سيدنا زكريا ووجد لديها طعاماً كثير وفواكه وخضروات في غير موسمها فتعجب وسألها من أين لك هذا قالت هو من عند الله فقال سيدنا زكريا في نفسه إن الله القادر على إرسال الرزق لمريم وهي في المحراب قادر على أن يهب الأولاد وهو على كل شئ قدير.، ثم ذهب إلى محرابه يدعو الله بأن يرزوقه الأولاد ويناجيه، حيث قال تعالى:
( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا)
فأستجاب له الله وسمع نداء من السماء يقول له يا زكريا إنا نبشرك بغلام إسمه يحيي لم نجعل له من قبل سمياً، فلم يسم بهذا الاسم أحد قبله، ويعبر اسم يحيي عن نية سيدنا زكريا التي كانت تهدف إلى إحياء دين الله سبحانه وتعالي، ويدل على إحياء الدين بعد موت سيدنا زكريا، وعلى الرغم من أنه يعلم أن الله إسستجاب له وسيرزوقه ولداً إلا أنه كان يريد أن يعلم كيف سيرزوقه الله بغلام وإمراته عاقر فجأه الرد من السما يا زكريا ان الله تعالى على كل شي قدير فهو يعلم أن إمراتك عاقر ولكن كل شئ هين على الله تعالى اطمئن سيدنا زكريا، وكان يريد علامه يعطيها للناس ليصدقوا أن الله سوف يرزقه ولداً فأتى إليه الجواب من السماء أن يبقى في المحراب ثلاث ليال لايكلم الناس ويظل يعبد الله ويصلي وبعد انتهاء الثلاث أيام خرج من محرابه ليخبر قومه، ويدعوهم إلى عبادة الله.