يعد قصر البارون بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة إحدى التحف المعمارية والهندسية الموجودة في مصر، كما أنه إحدى المباني التي تنتشر حولها الأساطير والإشاعات.
قصر البارون
قصر البارون هو القصر الذي أسسه المليونير البلجيكي إدوارد إمبان والملقب بالبارون في عام 1905، ويجمع القصر بين الطرازين القوطي والهندوسي، وقد سكنه البارون لمدة ثمانية عشر عامًا، ولكن قصر البارون تحول لمكان مهجور منذ وفاة صاحبه في عام 1929.
وقد أسس إدوارد إمبان قصر البارون في صحراء القاهرة وهي المنطقة التي تعرف الآن باسم مصر الجديدة، وقد جمع المليونير البلجيكي ثروته من خلال عمله في تشييد خطوط السكك الحديدية في كل من فرنسا وبلجيكا، وقد حصل على لقب بارون من ملك فرنسا مقابل مجهوداته في تصميم مترو باريس، كما أنه يعد رحالة تجول في بلاد العالم، وقد عاش سنوات طويلة وتأثر بالحضارة الهندوسية، ثم انتقل للإقامة بمصر وأوصى أن يدفن بها.
وجاء إدوارد إمبان لمصر في عام 1904 من أجل إتمام مشروع بناء لخط السكة الحديد للربط بين مدينة المنصورة والمطرية بمحافظة الدقهلية، وأسس البارون في عام 1905 شركة القاهرة للكهرباء والسكك الحديدية، وقد تزوج من سيدة مصرية، واشترى مساحة كبيرة من الصحراء وخطط عليها مدينة هيليوبليس بمصر الجديدة، وأنشأ بها خط المترو المعروف حاليًا لجذب الناس.
تصميم قصر البارون
كلف إدوارد إمبان المعماري الفرنسي في إلكسندر مارسيل في عام 1906 بوضع تصميم فريد لقصره يكون مزيجًا بين العمارة القوطية الأوروبية والعمارة الهندوسية، وقد نفذ هذا التصميم مجموعة من المهندسين الإيطاليين والبلجيكيين، وكان التصميم على ربوة عاليمة في وسط الصحراء التي خرج فيها قصر البارون في عام 1911 بعد خمسة أعوام من العمل المتواصل.
وجاء تصميم قصر البارون بشكل يجعل الشمس موجودة به طوال اليوم، كما ينقل أن البرج الملحق به يدور بشكل دائري من الداخل بشكل يجعل الجالس في الشرفة يشاهد جميع ما حوله في كل الاتجاهات، كما أن شرفات القصر تم نحتها من كتل خرسانية ومرمرية على شكل الآلهة الهندوسية، وتم ترصيع بعد جدران قصر البارون بماء الذهب، ويوجد قبة باروكية فوق شرفة البرج الملحق بقصر البارون.
أساطير قصر البارون
يتداول بعض الناس عدد من الأساطير حول قصر البارون، وذلك بسبب ترك قصر البارون مهجورًا بعد وفاة مالكه الذي توفي في بلجيكا وعادت جثته لمصر ودفنت تحت كنيسة البازيليك في مصر الجديدة، وتناقلت ملكية القصر بين الورثة حتى باعوه في 1957، ولكنه ظل مهجورًا وبات ملجأ للحيوانات والخفافيش، بما جعل الناس يتداولون الإشاعات الكثيرة حوله،خاصة بسبب ما ينقل عن أصحابه من عيشهم حياة تعيسة ووفاتهم داخل القصر لأسباب غير مفهومة، بالإضافة لما يشاع عن وجود غرفة تحت الأرض تصل بين كنيسة البازيليك التي دفن بها البارون، لتظل كافة هذه الأمور شائعات حول قصر البارون الذي يمثل تحفة معمارية أثرية، دفعت وزارة الثقافة لشرائه من أجل الحفاظ عليه والعناية به.