قوم ثمود يطلق عليهم قوم سيدنا صالح أو أصحاب الحجر، جاءت ثمود بعد قوم عاد وكانوا شاهدين على مساكنهم التي ظلت باقية بعد هلاك عاد، ولكن قوم سيدنا صالح لم يتعظوا من عذاب قوم عاد بل ضلوا وعبدوا الأصنام، وكانوا يتشابهون مع قوم عاد في نحت البيوت في الجبال، وكذلك كانوا ضخام الجسد، ولديهم عقل قوي مكنهم من عمارة الأرض والزراعة وبناء المنازل الضخمة في الصخور، وعن الطريقة التي هلك بها قوم ثمود نعرضها في السطور القادمة.
قوم ثمود
لم يكن سيدنا صالح الرسول الوحيد الذي أرسله الله تعالى إلى أهل ثمود، بل أرسل الله الكثير من الرسل إليهم قبل صالح، ولكن ثمود كذبوا جميع الرسل، بل لشدة كفرهم كانوا يتآمرون على الرسل المرسلة ويدبرون خطة محكمة للتخلص منهم، ولد سيدنا صالح في قوم ثمود وكان واحد منهم، وعرف عن سيدنا صالح رجاحة العقل والذكاء والحكمة، وكان أهل ثمود يحبون صالح بشدة حتى جاءت دعوته.
من هو سيدنا صالح
أرسل الله تعالى رسالته على سيدنا صالح عليه السلام، وأمره أن يدعو قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان، حاول سيدنا صالح أن يدعوهم إلى عبادة الله لوقت طويل، ولكن ثمود توارثت العناد والكفر والاستكبار من أجدادهم، فأخبروا صالح أنه كاذب واستكبروا أن يدعوهم بشر مثلهم إلى عبادة الله.
طلب قوم سيدنا صالح
طلب قوم ثمود من صالح أن يعطيهم أية تثبت أن دعوته صحيحة، وهي ناقة تخرج من الصخور، توجه سيدنا صالح إلى ربه وطلب منه أن يستجيب طلب قومه، وبالفعل اجتمعت القرية في مكان أما صخرة، وخرجت منها ناقة، كانت الناقة معجزة تسير في الأرض، ناقة تلدها صخرة، تشرب الماء يوم، وتعطيهم مثل ما شربت لبن، ولكن ثمود لم تتبع صالح ولم تؤمن به بعد رؤية المعجزة بل وضعوا خطط للتخلص من الناقة ومن سيدنا صالح نفسه.
قتل ناقة صالح
أمر سيدنا صالح قوم ثمود أن يتركوا الناقة بدون أن يقتربوا منها بسوء، وأن يتركوها تشرب من البئر بدون أعتراض طريقها، وحذرهم أن من يقترب من هذه الناقة سوف يتعرض للعذاب، ولكنهم استكبروا على ما قال سيدنا صالح، واجتمعوا ودبروا خطة لقتل الناقة ثم قتل سيدنا صالح والمؤمنين، وبالفعل قتلوا الناقة، عندها غضب سيدنا صالح بشدة ووعدهم بالعذاب القريب الذي سيستمر ثلاثة أيام.، خرج سيدنا صالح مع المؤمنين من القرية الكافرة التي توعدها بالعذاب، وتركهم لمصيرهم المؤسف.
هلاك قوم ثمود
لم يقع عذاب الله عليهم مرة واحدة، بل أعطاهم الله تعالى فرصة ليتوبوا، فاستمر العذاب ثلاث أيام، اصفرت وجوههم في اليوم الأول واستمروا في الكفر، وفي اليوم الثاني احمرت وجوههم ولم يتعظوا، واسودت وجوههم في اليوم الثالث وهم ما زالوا على إصرارهم في الكفر، حتى أرسل الله تعالى سيدنا جبريل بصحية خرجت من السماء، فصعق قوم ثمود وماتوا جميعهم،