لسوء الحظ، الكثير من المسلمين يأخذ الصلاة على أنها مجرد أداء وحركات جسدية، لذلك ، نرغب دائمًا في تأديتها سريعا أو أننا نؤخرأدائها دائمًا، فالصلاة هي عماد الدين، والركن الثاني من الإسلام بعد أداء الشهادة، فقد فرضها الله عز وجل في ليلة الإسراء والمعراج على رسوله الكريم، فقد كانت خمسين صلاة في البداية، ثم أداء خمس صلوات بأجر خمسين صلاة، فثواب الصلاة عظيم، وفضلها أعظم، لذا يجب المحافظة على أداء الصلاة بإنتظام،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ بِه العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه فإن صلحت فقد أفلحَ وأنجحَ وإن فسدت فقد خابَ وخسرَ)،إذن كيف نستشعر بلذة الصلاة، وكيفية حب الصلاة؟
التركيز في الصلاة
هل فكرت يوما لماذا نبدأ صلاتنا مع الله أكبر وليس مع سبحان الله؟، أدرك أنه عندما تقول الله أكبر فأنت تؤكد أن الشخص الذي تقترب من إقامته هو أكبر من أي شيء يشغلك في تلك اللحظة، أكبر من نومك وأسرتك وفواتيرك وقلقك. فقط تخيل أنك عندما تقول الله أكبر بينما ترفع يديك فأنت ترمي كل ذلك خلفك، لذا حاول أن يكون ذهنك صافيًا، وخالي من التفكير، فأنت بين يدي الله خالق الكون، القادر على إزالة همومك من خلال الدعاء.
معرفة ماهي الصلاة؟
الصلاة هي حالة ذهنية تحتوي على الهدوء والخضوع والتواضع لله أثناء الصلاة،لذا لابد من الإخلاص في أداء الصلاة، والتدبر في معاني الأيات التي تتلوها، وفي السورة الإفتتاحية للصلاة وهي “الفاتحة”، وتذكر أن الله يرد عليك، ولابد من الإستشعار من أنها أكثر من أداء طقوس دينية وحركات جسدية، ففكر أن حتى هذه الحركات الجسدية أثبتت الأبحاث العلمية أن لها العديد من الفوائد، وتعرف على فضل الصلاة، وأثارها على المسلم في حياته الدنيا والأخرة.
الخشوع في الصلاة
الخطوة الأولى هي أنه يجب علينا تغيير فهمنا للخشوع، لا يعني وجود خشوع أنك تركز فقط وأنك لا تشتت انتباهك، بل إن وجود قلب حاضر هو المستوى الأول فقط من الخشوع.
قد يقول البعض إن وجود قلب خالي أمر صعب، قبل القدوم إلى الصلاة، نحتاج أن نضعها في نصابها، قل إننا نقضي عشر دقائق في كل صلاة، هذا يساوي خمسين دقيقة في اليوم، أي ساعة واحدة تقريبا للخمس الصلوات في اليوم كله، ما تبقى من ثلاث وعشرين ساعة لدنيا ،هل يمكن أن نمنح هذه الخمسون فقط لله، أم هل علينا تحويلهم إلى الدنيا أيضا.
فكر في ذلك قبل أن تبدأ صلاتك، حتى لا تخبرك نفسك بأنه من الصعب التركيز بشدة ، لأنه يمكنك فعل ذلك، تذكر أن حلاوة الوجود أمام الله تحل محل حلاوة كل ما تشتهيه الدنيا.
الأذان
الأذان هو نداء رباني للتذكير بالصلاة، فردد مع الأذان وإستشعر عظمة الله في قلبك، عندما يقول المؤذن حي على الصلاة، حي الفلاح، فهذه دعوة إلهية من الله للنجاح والفلاح في الدنيا والفوز بالجنة في الأخرة، لذا دائما ردد مع الأذان، وإستعن بالله وحي على الصلاة أيها المسلم.
الوضوء
كل مسلم يؤدي الوضوء قبل أداء الصلوات، فإنه نمط بسيط ومطلوب وإجباري لغسل أجزاء الجسم التي يبدأ بها صلواته، فالوضوء يساعد في طهارة الجسم، لذا إحرص على الوضوء، فتخيل أن لديك مقابلة مع رئيس البلاد، كيف ستظهر أمامه، فما بالك بمالك الملك يطلب منك أن تقابله خمس مرات يوميا، ويدعوك إلى الصلاة من خلال الأذان، فهل ستلبي النداء.