ما هو عقاب الظالم ؟حرم الله سبحانه وتعالى ونهى عن الظلم منذ أن خلق الأرض ومن عليها، وأمر عباده بالبعد عن الظلم والابتعاد عن الطرق التي تؤدي إليه، وجعل الله عقوبات شديدة لمن يتجاوز حدود الله في ذلك النهي أو يقترف ظلمًا دون وجه حق أو يظلم نفسه التي استأمنه الله عليها، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن الله -عزّ وجلّ- في الحديث القدسي الصحيح :”يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا”.
ما هو عقاب الظالم ؟
الظلم في اللغة
الظلم في اللغة هو مصدر ظلم، حيث يقال لحقه ظلم أي جور، ويعرف الظلم أيضًا بأنه انتهاك لحق الآخر عدوانًا، كما يعرف بأنه عدم الإنصاف عدوانًا وظلمًا، وقال طرفة بن العبد: “وظلم ذوي القربى أشدُّ مضاضة”.
الظلم في الفقه
هو تعدي عن الحق إلى الباطل وهو جور وعدم إنصاف، ومجاوزة الحد في استخدام السلطة.
عقاب الظالم
العقاب هو مصدر عاقب، ويقال عقاب بدني أي جزاء بالضرب أو بما يؤدي للألم ويؤذي البدن، ويطلق أيضًا العقاب على جزاء فعل السوء، وعكس العقاب الثواب، ويقالك: لا بدّ من تطبيق قانون الثواب والعقاب في العمل، ويُقال أيضاً: إذا كان لا بدّ من العقاب فليكن على شيء يستحقّ، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :”إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ”.
عقاب الظالم في الحياةِ الدنيا
الظالم يعاقب عاقبة وخيمة في الحياة الدنيا ومنها في الحياة الآخرة، ومن عقاب الله للظالم في الحياة الدنيا ما يلي..
1- ما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرويه الإمام مسلم في صحيحه :”إنَّ الله -عزّ وجلّ- يُملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ”، ويعني هذا الحديث النبوي الشريف أن الله يستدرج الظالم، ويمهله ويطيل عمره، حتى إذا جاء أجله وسبق عليه الكتاب لا يجد وليًا له ولا نصيراً، ولا يجد ما يخلّصه من كثرة مظالمه.
الذل والهوان في الحياة الدنيا.
تسليط الظالمين بعضهم على بعض، كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: “وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ”.
عقاب الظالم في الحياة الآخرة
ويكون عقاب الظالم في الحياة الآخرة بعدة صور منها..
- إصابة أهل الظلم بالخيبة يوم القيامة حيث يقول الله تعالى: “وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً ).
- يلعنهم الله سبحانه وتعالى، حيث يقول الله في كتابه الكريم: “أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ”.
- نصرة المظلوم، والقَصاص من الظالم للمظلوم.
- الظلم ظلمات يوم القيامة كما قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: “اتقوا الظلم فإنَّ الظلم ظلمات يوم القيامة”، وبسبب هذه الظلمات فإنَّ صاحبها لا يهتدي.
- ذهاب حسنات الظالم التي حصل عليها من أعماله الصالحة.
أنواع الظلم
يوجد أنواع عديدة للظلم عند العلماء وهي..
- النوع الأول: الشرك ويشمل ظلم الإنسان لنفسه ويشرك في عبادته لله، ويتخذ شريكًا لله، وهذا من أعظم وأكبر أنواع الظلم، وقال الله تعالى في كتابه الكريم: “إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ”، والإنسان مخلوقٌ كرّمه الله -سبحانه وتعالى- وفضله على سائرِ المخلوقات، فيكون ظلمه لنفسه بإذلالها وإخضاعها لمن هم دونه في الفضل والتكريم، أمّا الله -تعالى- فغنيٌ عن ظلم العبد له، قال تعالى: “وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”.
- النوع الثاني: الظلم في الاموال من خلال أكل أموال الناس بالباطل، وبخس أشياء الناس والتلاعب في الموازين والمكاييل.
- النوع الثالث: الظلم في الأعراض، بالاعتداء على أعراض الناس والطعن في أنسابهم، وانتهاك حرماتهم، وقذف المحصنين والمحصنات.
- النوع الرابع: الظلم في الجاه، ويكون هذا بأن يتخذ الإنسان ما عنده من جاه وسلطان ليرتقي إلى مناصب ومنازل لا يستحقها، أو أن يتخذ ما لديه من جاهٍ وسلطانٍ ليجعل الحق باطلاً والباطل حقاً.
سبب الظلم
يعود السبب الرئيسي للظلم إلى ضعف في إيمان الشخص الظالم، وعدم شعوره بالخوف من أحد، ويقول الإمام المارودي: “إنّ في طباع الناس من حب المغالبة على ما آثروه، والقهر لمن عاندوه، ما لا ينكفون عنه إلا بمانع قوي ورادع ملي”، فالعلة المانعة من ارتكاب الظلم وإيقاعه على الآخرين إمّا أن تكون عقلاً زاجراً يزجر صاحبه عن الظلم، وإما ديناً حاجزاً لصاحبه عن الظلم، وإما سلطاناً رادعاً للظالم عن ظلمه، وإما عجزاً صادّاً يصدّ الشخص ويمنعه عن الظلم.
ترك الظلم
هناك عوامل تساعد الشخص على ترك الظلم وهي..
- تذكر المرء لتنزه الله سبحانه وتعالى عن الظلم.
- نظر المرء في سوء عاقبة الظالمين والتي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم.
- اليقين والإيمان بالله وعدم اليأس من رحمته.
- استحضار الشخص لمشهد الفصل في القضاء يوم القيامة.
- ذكر الله سبحانه وتعالى واستغفاره.
- رد الحقوق لأصحابها، وكف النفس عن القيام بالظلم.