اتفاقية أوسلو من أهم الاتفاقيات التي شهدها تاريخ الصراع العربي الإسرائليي، وهي الاتفاقية التي مهدت لقيام السلطة الفلسطينية.
اتفاقية أوسلو
اتفاقية أوسلو هي الاتفاقية التي شملت إجراءات رسم الخريطة الجديدة للشرق الأوسط وإعادة صياغة مرحلة جديدة من العلاقات بين العرب والاحتلال الإسرائيلي، فقد تم الإعلان عن المبادئ المتعلقة بترتيبات الحكم الذاتي المؤقت للفلسطينيين في قطاع غزة وأريحا في يوليو من عام 1993، وكان هذا التوقيع في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض ورغم ذلك فإنها تعرف باتفاقية أوسلو نسبة إلى العاصمة النرويجة التي شهدت التفاوض حول هذه الاتفاقية.
وانتهت هذه الاتفاقية بمصافحة رئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطيني ياسر عرفات ليتخذ الصراع العربي الإسرائيلي شكلًا جديدًا وفق اتفاقية أوسلو التي تتضمن العديد من البنود السرية التي جرى التوقيع عليها في النرويج.
ملامح اتفاقية أوسلو
يتضمن الجزء الأول من اتفاقية أوسلو الاعتراف المتبادل بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطيني، ويتضمن الجزء الثاني إعلان المبادئ حيث تم وضع جدول أعمال للمفاوضات بشأن الحكم الذاتي الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويبدأ بغزة وأريحا، وكانت الاتفاقية تركز بشكل كبير على توقيع اتفاقية السلام بين الجانبين رغم أنها لم تتهى للاتفاق على الحكم الذاتي للفلسطينيين.
وتشمل اتفاقية أوسلو العديد من الاتفاقات ومنها الجزء الثاني الذي تم توقيعه في القاهرة في عام 1994 بشأن غزة وأريحا حيث نص على أن الحكم الذاتي قائم لمدة خمس سنوات على أن تبدأ المحادثات حول الوضع النهائي خلال ثلاث سنوات.
وابتعدت اتفاقية أوسلو عن مناقشة قضايا أساسية مثل عودة اللاجئين ووضع القدس، وكذلك وضع المستوطنات اليهودية، بينما اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بدولةإسرائيل، ونبذت ما وصفته بالإرهاب مع تغيير جزء من ميثاقها الأساسي الذي يقضي بتدمر إسرائيل مقابل أن تكون المنظمة هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني.
نتائج اتفاقية أوسلو
نتج عن اتفاقية أوسلو الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل وحق إسرائيل في الوجود، والتخلي عن حوالي 78 % من أراضي فلسطين التاريخية من خلال الاعتراف بدولة إسرائيل، بينما اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في تقرير المصير والحصول على الاستقلال في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكانت الاتفاقية التي تم توقيعها في البيت الأبيض في يوليو 1993 تقضي ببدء إسرائيل في الانسحاب من قطاع غزة وبلدة أريحا الواقعة في الضفة الغربية، بالإضافة لنقل السلطة الاقتصادية والعديد من الملفات كالتعليم والضرائب والرعاية الاجتماعية للسلطة الفلسطينية، وتم بعض الإجراءات بالفعل ولكنها لم تتوصل حتى الآن لقيام دولة فلسطين على جزء صغير من الأراضي الفلسطينية تم تحديده من خلال اتفاقية أوسلو، وما زالت العقبات تواجه قيام الدولة الفلسطينية على كافة الأصعدة مع توسع الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية في مختلف الجبهات دون مراعاة أي اتفاقية سابقة، وهو ما يعرقل كافة مساعي السلام.