مصطفى كمال أتاتورك هو مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، وهو من أعلن إسقاط الخلافة العثمانية رسميًا، ويعد أهم الشخصيات السياسية المؤثرة في التاريخ التركي في القرن العشرين.
مصطفى كمال أتاتورك
مصطفى كمال أتاتورك ، وبالتركية ” Gazi Mustafa Kemal Atatürk” ويلقب بأبو الأتراك، ولد عام 1881 في ولاية “سالونيك” والمعروفة في الوقت الحالي باسم “ثيسالونيكي”، وكانت وفاته في عام 1938 بمدينة اسطنبول.
ينتمي مصطفى كمال أتاتورك لإحدى العشائر التي هاجرت لهضبة الأناضول خلال القرن الخامس عشر الميلادي، وأبوه علي رضا أفندي كان موظفًا في الجمارك التابعة للدولة العثمانية كما كان تاجرًا للأخشاب، كما حمل رتبة ملازم في الوحدات العسكرية المحلية أثناء الحرب التي دارت بين عامي 1877 و 1878، وتعد عائلة مصطفى كمال أتاتوك من عائلات النخبة الحاكمة في الدولة العثمانية.
مسيرة أتاتورك
التحق مصطفى كمال أتاتورك بالمدرسة الحربية عام 1899 وتخرج منها عام 1905 برتبة رئيس أركان حرب، وواصل بعدها التعليم العسكري في الأكاديمية الحربية،
كان لمصطفى كمال أتاتورك دور رئيسي في صفوف المدفعية والفرسان وسلاح المشاة في الجيش العثماني الخامس والذي كان متواجدًا في دمشق، واكتسب خبرات في ردع الثورات التي كانت تنشأ في دمشق، وأسس جمعية الوطن والحرية، وعين بعد ذلك علي بروسبي علي الحدود المصرية.
وانضم مصطفى كمال أتاتورك عام 1908 لجمعية الاتحاد والترقي وضم إليها فرع جمعية الوطن والحرية بمدينة سالونيك، وأرسل من قبل الجمعية عام 1908 لطرابلس الليبية لدراسة الأوضاع هناك، وهو ما ساعده علي اكتساب خبرة كبيرة، وتقلد منصبًا في مركز قيادة الجيش في اسطنبول عام 1911، وحصل علي رتبة فريق ونال لقب باشا عام 1916، وبعد تحقيقه للعديد من الانتصارات العسكرية أصدر أمرًا بشن انقلاب علي حكومة يعقوب جميل من أجل القضاء علي الحرب وصار بعدها هو وكيل القائد الأعلي ووزير الحربية.
أسس مصطفى كمال أتاتورك عاك 1923 الحزب الشعبي الذي كان الأساس للنظام الجديد في تركيا بعد إلغاء الخلافة العثمانية وأعلن قيام الجمهورية التركية عام 1923 ليكون هو أول رئيس لها.
أتاتورك أول رئيس لتركيا
أجرى مصطفى كمال أتاتورك تغييرات جذرية في تركيا من شأنها أن تنقل تركيا للحضارة المعاصرة التي رآها في أوروبا، فقام بوضع الأنظمة الجديدة للقانون والتعليم في الجمهورية الجديدة ودفع المواطنين لاعتماد أسلوب الحياة الأوروبي، ولذلك يعد في تركيا أحد أهم الشخصيات في القرن العشرين لكونه أنقذ تركيا بعد الهزيمة في الحرب العالمية الأولى.
وتتمثل عوامل إنشاء وتقوية الجمهورية التركية الحديثة في إنهاء السلطنة العثمانية وظهور الدستور الجديد، واعتماد القوانين الغربية في عام 1926، والاعتماد علي العلمانية والقضاء علي كافة المظاهر الإسلامية حيث قضى على تعدد الزوجات والتقويم الإسلامية والأوامر الدينية، وكذلك اعتمد علي الشعوبية من خلال إلغاء الامتيازات الخاصة، والاعتماد على اللغة اللاتينية في الكتابة، وتعزيز القومية التركية، كما اعتمد نظام الولايات داخل الدولة، والاتجاه لتنشيط الزراعة، وأصبحت هذه المبادئ من أساس النظام التركي والتي تم اعتماده في الدستور.
توفي مصطفى كمال أتاتورك عام 1937 بعد تعرضه لتليف في الكبد بسبب الإسراف في شرب الكحول، وبقى هو الشخصية الأهم في التاريخ التركي الحديث حتى الآن.