مصطفى محمود هو طبيب وفيلسوف وكاتب، يعد موسوعة علمية وفكرية لما قدمه من مؤلفات في العديد من المجالات العلمية والأدبية والفكرية أثرت في الفكر العربي بشكل كبير.
مصطفى محمود
الدكتور مصطفى محمود واسمه مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، من مواليد ديسمبر 1921، وتخرج من كلية الطب في عام 1953 وكان تخصصه في الأمراض الصدرية، ولكنه تفرغ في عام 1960 للكتابة والبحث، وقد تزوج مرتين وأنجب أمل وأدهم.
وكان مصطفى محمود متفوقًا في الدراسة ولكنه انقطع عن الدراسة لمدة ثلاث سنوات بسبب تعرضه للضرب قبل أن يعود للمدرسة مرة أخرى، وقد أنشأ معملًا في بيته للصابون والمبيدات الحشرية وكان يقوم بتشريح الحشرات كما أنه اشتهر في كلية الطب بالمشرحجي نظرًا لوقوفه الطويل أمام أجساد للموتى للتأمل في سر الحياة والموت.
تراثه العلمي
وترك مصطفى محمود تراثًا علميًا كبيرًا فقد ألف تسعة وثمانين كتابًا في العديد من المجالات فله مؤلفات في الشؤون الدينية والفلسفة وعلم الاجتماع وكذلك السياسة، كما أنه قدم أكثر من أربعمائة حلقة في برنامجه الشهير العلم والإيمان ويتميز أسلوبه بالعمق والبساطة.
وأسس مصطفى محمود قبل وفاته مسجده الشهير في القاهرة مسجد مصطفى محمود، وذلك في عام 1979، ويتبع لهذا المركز ثلاثة مراكز طبية لعلاج المحتاجين، كما أنه شكل قوافل الرحمة الطبية، بالإضافة لتدشين أربعة مراصد فلكية وكذلك متحفًا للجيولوجيا، والاسم الصحيح للمسجد هو مسجد محمود حيث كان سماه باسم والده.
فكر مصطفى محمود
دخل مصطفى محمود بقوة لتناول كافة القضايا الجدلية كالإلحاد حيث تناول هذه القضية بكثير من البحث العميق المعتمد على العقل بشكل أولي وترك تراثًا كبيرًا ومهمًا في هذا الشأن ما زال يؤثر في تناول ودراسة القضية حتى الآن، ومن أهم مؤلفاته في هذا الشأن كتاب حوار مع صديقي الملحد، وكتاب رحلتي من الشك إلى اليقين، بالإضافة لكتب التوارة، ولغز الحياة، ولغز الموت، والذي يتناول فيها جوانب كثيرة من القضايا الشائكة.
برنامج العلم والإيمان
عرض مصطفى محمود فكرة برنامج العلم والإيمان على التلفزيون المصري، ووافق التلفزيون على إنتاج البرنامج وتقديمه ولكنه رصد له ثلاثون جنيهًا للحلقة وهو ما عرض المشروع للفشل منذ بدايته، ولكن أحد رجال الأعمال تدخل وأنتج البرنامج على نفقته الخاصة ليصبح بعد ذلك أحد أهم البرامج التلفزيونية قبل أن يتوقف البرنامج بشكل مفاجئ ودون معرفة واضحة بمن أصدر قرار وقفه.
وقد تعرض مصطفى محمود للكثير من الأزمات بسبب منتجه الفكري ومن ذلك مشكلة كتابه الله والإنسان والذي بسببه طلب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تقديمه للمحاكمة باعتباره يمثل قضي كفر إلا أن المحكمة اكتفت بمصادرة الكتاب، ولكن الرئيس الراحل أنور السادات أبلغه بإعجابه بالكتاب وأعاد طبعه من جديد، وكان السادات صديقًا شخصيًا للدكتور مصطفى محمود وقد حزن مصطفى محمود على رحليه كثيرًا.
وفاة مصطفي محمود
وتوفي الدكتور مصطفى محمود في الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر من عام 2009 بعد رحلة علاج طويلة، وكانت وفاته عن عمر يناهز 88 عامًا.