آثار قوم لوط

3 سبتمبر 2024
آثار قوم لوط

نتحدث في هذا التقرير عن آثار قوم لوط التي تعتبر من أهم القصص الدينية في التاريخ الإسلامي،وهي ذكرت في الديانات السماوية الثلاث، كما أن نبي الله لوط ابن أخ النبي إبراهيم عليهما السلام، حيث الذي امن به، وصدقه، ونصره، وسافر معه؛ ليدعو الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد.

ارتكب قوم لوط إثما عظيما، وهي مضاجعة الذكور دون النساء، لذلك جاءهم نبي الله لوط لينصحهم بالإيمان بالله وتوحيده، وداعيا لترك الفاحشة، ولكن قومه عصوه، واستمروا في فاحشتهم، بل وتمادوا فيها، وكانت امرأته منهم أيضا، فعاقبهم الله بأن خسف بهم الأرض، إلا لوطا ومن امن معه.

قصة قوم لوط

  • بدأت قصة قوم لوط بعدما ترك لوط عمه إبراهيم بأمر منه، ليستقر في مدينة سدوم، بأرض الغور شرق نهر الأردن، وعاش في قرية سدوم في الأردن قوم فاسدون مستكبرون، لا يتقبلون النصح والإرشاد، وقد استباحوا ما حرم الله، وارتكبوا المنكرات والفواحش التي لم يسبقهم إليها أحد من أبناء ادم على مر الأزمان والعصور، فكانوا من أرذل الأقوام.
  • لم يترك الله قوم لوط وحالهم، حيث أرسل لهم نبيهم لوط عليه السلام ناصحا إياهم، ومرشدا وهاديا لهم إلى عبادة الله وحده، ويحذرهم من العقاب، فذهب سيدنا لوط عليه الصلاة والسلام إلى أهل سدوم يدعوهم.
  • واستنكر ظلمهتم وفعلتهم، وحذرهم من فعل تلك الفواحش، ومن عواقبها،  لكن آمن بدعوته لوط القليل من قومه، والبقية جعلوه سخريًا،  وأخبروه أنهم سيخرجونه من بلده، لكنه كان يحب الخير لهم بالرغم من عنادهم واستكبارهم، وبالرغم أيضًا من أن الشيطان أضل أعمالهم، وأغواهم عن الطريق السليم، ولم يستسلم ولم ييأس، فعاد إليهم هاديا، لكنهم أصروا، وزادوا في عنادهم، واستكبروا.
  • أخبر نبي الله لوط قومه، بأنه يخشى عليهم من عذا الله، لكنهم أصروا على فاحشتهم، حتى جاء أمر الله بمعاقبة الظالمين منهم، فأرسل الله 3 ملائكة كرام إلى قرية تُدعى “سدوم” في هيئة رجال من عند نبي الله إبراهيم، وهم وميكائيل وجبرائيل وإسرافيل، فاستجابوا لأوامر الله سبحانه وتعالى، حتى ينزلوا عقابه وعذابه على قوم لوط.

خسف مدينة قوم لوط

  • بعدما وصلت الملائكة إلى قرية سدوم، حلوا ضيوفا على النبي لوط فاستقبلهم بترحيب، وكانت وجوه هؤلاء الرجال غاية في الحسن؛ لذا خاف عليهم من قومه، وما هي إلا لحظات حتى سمع طرقا على الباب، فإذا بجمع من القوم ومعهم زوجته التي أخبرت القوم عنهم، فأسرعوا يطالبون لوطا بتسليمهم الضيوف.
  • خشي النبي لوط على ضيوفه، وآثر حمايتهم، لكن ملائكة الله أدخلوا الاطمئنان إلى قلبه،  وأخبروه أنهم ملائكة أرسلهم الله لنصرته ونجدته، وأنهم سينقذونه ومن معه من العذاب، قبل أن ينزل الله عذابه على هؤلاء القوم، فأبلغ لوط المؤمنين بأمر الله أن يغادروا القرية المغضوب عليها فورا.
  • حل الليل، وغادر سيدنا لوط ومن امن معه هذه القرية الظالم أهلها، حتى إذا ابتعد عنها جاء أمر الله، وفي صباح يومهم تزلزلت الأرض في هذه القرية بزلزال عظيم دمر البيوت، وجعل عاليها سافلها،  فمحيت قرية سدوم من الوجود، وأهلها الفاسدين، ولم يبق لهم أي أثر.

آثار قوم لوط

  • وفق ما أفادت مصادر الديانة المسيحية، استوطن قوم لوط مدينتي عمورة وسدوم، كما جاء في الكتاب المقدس في الاية رقم 24 (فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء)، بينما لم يذكر القران مكان قوم لوط بشكل ثابت، إنما استدل العلماء على المكان عن طريق تفسير النصوص القرانية المذكورة.
  • وفي العصر حديث حدد علماء الُار موقع مدينة سدوم في منطقة تل الحمام حاليا، وتوجد في الناحية الشمالية الشرقية لمصب نهر الأردن، وتبعد حوالي 14 كيلومترا شمال البحر الميت، إذ عثر على أحواض صخرية عملاقة في المنطقة، إلى جانب الكثير من الشواهد الصخرية، والدولمن أو المناطير، وهي طاولات حجرية ضخمة، تتكون من الصخور الصوانية كبيرة الحجم.
  • جرى تقسيم الاثار التي عثر عليها في المدينة قسمين، علوي وسفلي، حيث تشتمل الناحية العلوية من المدينة سورا ضخما يحيط المدينة، وهو مصنوع من طوب طيني، بناه سكان المدينة الأوائل؛ من أجل حماية المدينة وتحصينها.
  • حيث يرجع إلى العهد البرونزي للمدينة، كما جرى العثور على بوابة ضخمة ترجع إلى العصر الحديدي، وتقع في الجزء الشمالي من المدينة، وتضم برجين ضخمين، وتحت طبقات من الرماد، عثر على منزلين، يعود أحدهما إلى العصر البرونزي، أما الاخر فيعود إلى العصر الحديدي، ويضم مطبخا.
  • كما جرى في الجزء السفلي من هذه المدينة، العثور على مبنى ضخم، ارتفاعه 2 متر، ويرجع إلى العهد الحديدي، كما جرى العثور على الكثير من المنازل التي تعود إلى العصر البرونزي، وتحتوي أدوات منزلية من الفخار، بالإضافة إلى ساحة رئيسية ممهدة بالكامل بالطين الصلب، ويقع عند مدخلها برجان ضخمان متوازيان في البناء.