الشاعر أبو القاسم الشابي

3 سبتمبر 2024
الشاعر أبو القاسم الشابي

كان ولا يزال للشعراء مكانة خاصة كما هو معروف عند العرب، خاصة الشعراء المميزين الذين استطاعوا أن يتركوا بصمة واضحة في التراث الأدبي والشعري على مر عصوره ومراحله. وخلال العصور الشعرية والمدارس الأدبية المتعاقبة ظهر عدد كبير من الشعراء المبدعين الذين لاتزال ذكراهم حية معنا إلى الآن، ولعل أبو القاسم الشابي واحدًا من هؤلاء.

سوف نتناول خلال السطور القادمة فذا التقرير بشيء من الإسهاب حياة ونشأة الشاعر أبو القاسم الشابي:

من هو الشاعر أبو القاسم الشابي ؟

نشأ الشاعر أبو القاسم الشابي في أسرة تتمتع بالتدين والمحافظة والثقافة الشديدة، تحديدًا في 23 فبراير من العام 1990م، بواحدة من القرى الصغيرة بالجنوب التونسي والتي عرفت بمحافظة توزر، حيث لعبت أسرته الدور الأكبر والأبرز في بزوغ موهبته وثقلها بشكل كبير، فقد تخرج والده من الأزهر الشريف وتولى منصب القاضي الشرعي بعد تخرجه، وهو أيضا لعب دور بارز في حياة الشاعر أبو القاسم الشابي.

دراسة أبو القاسم الشابي

كما ذكرنا سلفًا، فإن لأسرة الشاعر أبو القاسم الشابي دور كبير في موهبته، تحديدًا والده الذي أثر فيه بشكل فعلي ومباشر، حيث درس الشاعر اللغة العربية في مدينة قابس جنوب تونس، وحفزه والده كذلك على حفظ القرآن الكريم فأتم حفظه كاملاً وهو لم يبلغ بعد التاسعة من عمره، وإلى جانب تحفيز وتشجيع على حفظ القرآن فقد ساعده والده أيضًا على الغوص في أسرار وأصول اللغة العربية وكذلك علوم الدين.

حين بلغ أبو القاسم الثانية عشر من عمره في العام 1920م أصر والده على إرساله إلى العاصمة التونسية ليلتحق بكلية الزيتونية التي أكمل فيها دراسته وتخرج منها بعد ذلك.

ولعل أشد ما اتسم به الشاعر أبو القاسم الشابي خلال رحلة حياته هو تعلقه الشديد بالقراءة، فقد كان نهمًا لا ينقطع عن القراءة ولا يترك أي كتاب يقع أمامه إلا وأفرغ فحواه، وذلك ما دفعه السياحة في أغوار الأدب العربي قديمه وحديثه، بالإضافة إلى اطلاعه على ترجمات الأدب الأوروبي، وارتياده لمجالس الفكر والأدب في تونس.

وفي عام 1928 مُنِح أبو القاسم الشابي شهادة التطويع من الكلية الزيتونية، والتي تُعدُّ من أعلى الشهادات الموجودة بها، ثم اتجه بعدها إلى دراسة الحقوق، ليتخرَّج في عام 1930.

رحلته الأدبية

سجلت رحلة الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي بداية في العاصمة التونسية، التي سمحت له بالتردد الدائم على المكتبات الأدبية بها ليواصل بحثه في الأدب العربي والغربي سواء، وشهدت بداياته الأدبية والشعرية إلقائه للمحاضرات الأدبية في الكليات التونسية آنذاك، حيث كانت أولى محاضراته الأدبية في مكتبة الخلدونية في العام 1929م، والتي دارت حول الخيال في الشعر عند شعراء العرب في العصور الشعرية القديمة والحديثة، لتكون تلك المحاضرة بمثابة الانطلاقة التي عُرف بعدها ككاتب تابع لمجلس جمعية الشبان المسلمين.

كان أبو القاسم الشابي من أبرز دعاة التجديد في الشعر العربي ، وكان واحدًا ممن آمنوا بضرورة الثورة على الشكل النمطي للشعر القديم، حيث انتقد في واحدة من محاضراته الأدبية الشهيرة آنذاك حمود الشعر العربي القديم، قائلُا: “إنَّ الأدب العربي غني بالخيال الصناعي أو الخيال المجازي، وهو خيال المجاز والاستعارة والتشبيه، وغيرها من براعات الألفاظ والتعابير التي أشبعتها البلاغة على اختلافها بحثًا ودرسًا، ولكنَّ هذا النوع من الخيال المألوف إن دلَّ على بعض نواحٍ خاصة من روح الأمة، لا يدلُّ على مقدار شعورها بتيَّار الحياة كعضوٍ حي في هذا الوجود”.