وقفنا كثيرا أثناء محاولتنا رصد أجمل أشعار الحلاج لنقدمها إليكم أعزائنا القراء. فالشاعر الحلاج ينتمي إلى مدرسة الشعر الصوفي، وهو يعرف عنه تفرده وعلو أدائه وعذوبة تعبيراته.
كما أن الشعر الصوفي يخاطب الروح والوجدان، لذلك يكون من الصعب اختيار الأجمل فيما بينه. وهناك العديد من الشعراء الذين لمع نجمهم في مدرسة الشعر الصوفي. نذكر منهم على سبيل المثال الشاعر ابن عربي والشاعر ابن الفارض، والشاعر الحلاج.
وقد كتب الشاعر الحلاج العديد من القصائد الجميلة. وكان الحس الصوفي عند الحلاج ظاهرا بقوة. وكم من ابيات يتغنى بها كثير من حاليا ولا يعرف ان كاتبها هو الشاعر الحلاج.
في هذا الموضوع، سنحاول أن نفرد لبعض من أبيات وقصائد الحلاج. وهي في الحقيقة ليست من أجمل أشعار الحلاج فقط، بل هي من أجمل أشعار اللون الصوفي الذي ينتمي إليه الحلاج.
لكن، قبل أن نعرض باقة من أجمل أشعار الحلاج، فإنه من الضروري أن نعرض نبذة عن سيرة الحلاج.
من هو الحلاج ؟
يعد الحلاج واحدا من أشهر الذين نظموا الشعر الصوفي على مر التاريخ الأدبي العربي. واسمه هو الحسين بن منصور، وكنيته هي أبو المغيث. واستمد الحلاج لقبه من مهنة والده، الذي كان يعمل في حلج الأقطان.
والحلاج من مواليد سنة ثمانمائة وثمان وخمسين ميلادية (858 م). وقد ولد الحلاج في بلدة تدعى البيضاء تابعة لبلاد فارس.
لم يمكث الحلاج في البيضاء طويلا. فقد سافر إلى العراق واستقر لفترة في مدينة بالقرب من بغداد تعدى واسط. ثم ارتحل بعد ذلك إلى أماكن عدة، فسافر إلى الهند ثم توجه إلى مكة المكرمة. وفي مكة، اعتزل الحلاج الناس لفترة في الحرم المكي.
بعد ذلك، رجع الحلاج إلى العراق من جديد. لكنه هذه المرة رجع كواحد من أشهر المتصوفين في زمنه. لكن نهايته كانت مأساوية، حيث صلب وضرب ألف سوط، ثم قطعت يداه ورجلاه وضربت عنقه وأحرقت جثته لاتهامه بالزندقة والإلحاد.
أشعار الحلاج
ككل الشعر الصوفي، كانت أشعار الحلاج يغلب عليها جمال اللغة ورقتها وعذوبتها. ولعل الحيرة في اختيار قائمة أجمل أشعار الحلاج سببها أن كل أشعاره تتصف بجمال اللغة وسموها الوجداني.
وكانت أغلب أشعار الحلاج ذات طابع صوفي يلامس القلب. كما أن أجمل أشعار الحلاج كانت تلك التي كتبها عن الحب.
أجمل أشعار الحلاج
نستعرض معكم الآن باقة من أجمل أشعار الحلاج :
والله ما طلعت شمس
و اللهِ ما طلعتْ شمسٌ و لا غربت إلا وحبّك مقرونٌ بأنفاسي
ولا جلستُ إلى قومِ أحدّثُهم إلا وأنتَ حديثي بينَ جلاسي
ولا ذكرتك محزونا ولا فرحا إلا وأنتَ بقلبي بينَ وَسواسي
ولا هممتُ بشربِ الماء من عطشٍ إلا رأيتُ خيالًا منكَ في الكاسِ
ولو قدرت على الإتيانِ جئتُكُمُ سعيًا على الوجهِ أو مشيًا على الراسِ
ويا فتى الحيّ إن غنّيتَ لي طربًا فغَنِّني وَاسَفَا من قلبِك القاسي
ما لي وللنّاسِ كم يلحونَني سفهًا ديني لِنفسي ودينُ الناسِ للنّاسِ
أنا من أهوى
أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا نـحن روحانِ حَلَلْنا بَدَنا
فإذا أبصرتَني أبصرتَه وإذا أبصـرتَه كان أنـا
روحُه روحي وروحي روحُهُ مَن رأى روحيْنِ حَلّا بدنـا
إذا هجرت فمن لي
إذا هجرتَ فمـن لي ومـن يجمّل كلّي ومن لروحي وراحي يا أكثـري وأقـلّي
أَحَبَّكَ البعض منّي فقد ذهبت بكلّي يا كلّ كلّي فكنْ لي إنْ لم تكن لي فمن لي
يا كلَّ كلّي و أهلي عند انقطاعي وذلّي ما لي سوى الروح خذها والروح جهد المقلِ
والله لو حلف العشاق
والله لو حلف العشاق أنهمُ موتى من الحب أو قتلى لما حنثوا
ترى المحبين صرعى في ديارهمُ كفتية الكهف، لا يدرون كم لبثوا
قومٌ إذا هجروا من بعدِ ما وصلوا ماتوا، وإن عاد وصل بعده بعثوا