هناك العديد من العناصر التي يمكن أن تندرج ضمن قائمة أسباب عقوق الوالدين وعدم طاعتهم. وعقوق الوالدين هو من الأمور التي حرمها الله سبحانه وتعالى. كما حذرنا منها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ومن عواقبها.
وقبل الحديث عن أسباب عقوق الوالدين يرجو الانتباه إلى أن تلك الأسباب تنقسم إلى صنفين. الصنف الأول هو أسباب عقوق الوالدين من جهة ظالمة، والثاني هو أسباب عقوق الوالدين من جهة مظلومة.
وقبل أن نشرع في الحديث عن النوعين وشرح الفارق بينهما، سنتكلم قليلا عن عقوق الوالدين. بعد ذلك سوف نستعرض سويا كل نوع من أسباب عقوق الوالدين.
ما هو عقوق الوالدين؟
عقوق الوالدين المقصود به تعب وضيق وألم يسببه الابن لوالديه، وقد يكون ذلك بالقول أو الفعل. ومن أمثلة عقوق الوالدين رفع الصوت على الوالدين وعدم طاعتهما، وهجرهما، والاعتداء عليهما لفظيا أو جسديا.
وقضية عقوق الوالدين من أهم القضايا التي تستوجب اهتماما خاصا نظرا لما ينتج عنها من آثار على الأسرة. وبالطبع كل ما يؤثر على الأسرة وأفرادها يؤثر بشكل أخطر على المجتمع ككل. الأمر الذي يجب الانتباه له أن هذه القضية بها طرفين لا يجب أن نتهم بأحدهما على حساب الآخر.
ولعل وجود طرفين في هذه القضية هو السبب في وجود نوعين من أسباب عقوق الوالدين كما ذكرنا قبل قليل. والآن سنتعرف أكثر على نوعي أسباب عقوق الوالدين.
أسباب عقوق الوالدين من جهة ظالمة
ويقصد من أسباب عقوق الوالدين من جهة ظالمة، أي أن يكون الابن هو الظالم لوالديه، وهناك مجموعة أسباب وراء ذلك، منها:
الجهل بالدين
من أهم أسباب عقوق الوالدين قلة الوازع الديني عند الأبناء. فينشأ الابن وهو لا يعرف شيئا عن دينه وتعاليمه وأوامره ونواهيه. ولا يعلم أن الله حرم عقوق الوالدين وجعل عقابه شديدا.
وتربية الأبناء على صحيح الدين تجعلهم ينشؤون في صغرهم على بر الوالدين ويعرفون قيمة الأب والأم. وقد حذر القرآن الكريم وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثيرا من عقوق الوالدين وأمرا برهما حتى لو كانا كافرين.
الطمع في الدنيا
بات الطمع واحدا من أكثر أسباب عقوق الوالدين انتشار في السنوات الأخيرة. إذ يطمع الابن في ثروات والده أو والدته، وحين يفشل في الحصول عليها يبدي الكثير من مظاهر العقوق والجحود.
ولعل قضايا الحجر التي تشهدها أروقة المحاكم خير دليل على جحود الأبناء وعقوقهم لوالديهم.
رفاق السوء
لم تكن مقولة “الوحدة خير من جليس السوء” مجرد مثل او حكمة يتغنى بها. بل رسمت ووصفت أهم أسباب العديد من الجرائم والمعاصي. والصديق السوء يعد واحد من أسباب عقوق الوالدين، حيث يقلد الصديق صاحبه ظنا منه أن العقوق رجولة.
الإعلام والسوشيال ميديا
لا جدال أن الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحا من أكثر العوامل الخارجية المؤثرة في تربية وتنشئة الأطفال والأبناء. وفي بعض الأحيان، يكون الإعلام والسوشيال ميديا سببا في تعود الأبناء على عقوق الوالدين، حيث يقدم لهم على أنه من مظاهر ممارسة الحرية.
أسباب عقوق الوالدين من جهة مظلومة
وهي أسباب يصنف الأبناء فيها على أنهم ضحية الظلم، ومنها:
التربية السيئة
يقع على الوالدين مهمة تنشئة الأبناء وتربيتهم على القيم والأخلاق والدين، وإذا تربوا على غير ذلك، فلا ينتظر منهم خيرا. ويجب ان نربي الأبناء على تحمل المسئولية واحترام الكبير، والخوف من الله والامتثال لأوامره، لأنه إذا لم ينشئوا على ذلك، سيكون الوالدين أول من يكتوي بنار التربة السيئة.
تدهور علاقة الوالدين بالأبناء
يجب على الوالدين الحرص على الاقتراب من الأبناء وعدم حصر العلاقة في شكل نمطي بين أب وابن أو أم وابن. وكلما كانت العلاقة جافة وقاسية بين الأبناء والوالدين، كانت فرص العقوق في المستقبل كبيرة.
عدم مراعاة فارق الزمن
أحيانا لا يلاحظ الوالدان أن الأبناء هم من جيل آخر غير جيلهم، ويصرون على تربيتهم ومعاملتهم وفقا لما تربوا هم عليه. ويشأ عن ذلك أن يكره الابن هذا النوع من التربة، ويرى من والديه استبدادا على رأيه وإرادته. وما أن تحين له الفرصة، يتمرد عليهما ويعصى ما يقولونه.
التفرقة بين الأبناء
من أخطر أسباب عقوق الوالدين هو أن يفرق الوالدان في المعاملة بين أبنائهم. وفي بعض الحالات، لا تكون النتيجة عقوق الوالدين فقط، بل من الجائز أن تشمل كراهية الأشقاء لبعضهم البعض.