ابن القيم الجوزية اسمه الحقيقي هو أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي، وهو من أشهر علماء النهضة الإسلامية، حيث كان له تأثير كبير في عصره وحتى الآن، وقد نشأ وترعرع على يد شيخ الإسلام ابن تيمية، ويعتبر كلاهما من أبرز علماء حركة العلم الشرعي في جميع البلاد العربية، وقد كان قلبه معلقًا بالله وبدينه الإسلام زاهدًا في الحياة وملذاتها، وله الكثير من المؤلفات في التشريع والدين الإسلامي والأمور الحياتية الدنيوية، وكان حكيمًا طيب الجنان وورد على لسانه طيب القول وفقه الدين، وسنستعرض معكم في مقال اليوم أشهر مؤلفات ابن القيم الجوزية ونشأته وعلاقته بابن تيمية.
نشأة ابن القيم الجوزية وألقابه
ولد في 7 صفر 691هـ/28 يناير 1292مزرع أو دمشق، بلاد الشام، لذا يُلقب بابن القيم الدمشقي أيضًا نسبة إلى أصله وموطنه الحقيقي، كما لُقب أيضًا بشمس الدين أو أبي عيدالله، حيث وُلد له ابن “عبدالله” سنة 723هـ وقد توفي شابًا عن عمر يناهز 33سنة، وولد له “إبراهيم” أيضًا سنة 716هـ.
ابن القيم الجوزية وطلب العلم
اتجه ابن القيم الجوزية لطلب العلم في سن مبكرة، فأخذ عن عدد كبير من الشيوخ في مختلف العلوم منها التفسير والحديث والفقه والعربية.
ابن القيم وابن تيمية
كان ابن تيمية أحد أبرز شيوخ ابن القيم، حيث أخذ العلم على يديه بعدما التقى به في سنة 712هـ/1313م، فلازمه حتى وفاته في سنة 728هـ/1328م، فأخذ عنه علماً جمّاً واتسع مذهبُه ونصرَه وهذّبَ كتبه، وقد كانت مدة ملازمته له سبعة عشر عاماً تقريباً.
ابن القيم والإمامة
اكتسب ابن القيم الجوزية شهرته لأن والده كان قائمًا على المدرسة الجوزية، وقد كان والده أشهر من تولى قوامتها، وقد تولى ابن القيم الجوزية الإمامة في “المدرسة الجوزية”، والتدريس في “المدرسة الصدرية” في سنة 743هـ.
سجن ابن القيم الجوزية
سُجن ابن القيم مع معلمه وشيخه ابن تيمية في شهر شعبان سنة 726هـ/1326م، وذلك بسبب إنكاره لشدّ الرحال لزيارة القبور، وأوذي بسبب هذا، فقد ضُرب بالدرة وشُهِّر به على حمار، وأفرج عنه في يوم 20 ذو الحجة سنة 728هـ وكان ذلك بعد وفاة ابن تيمية بمدة.
مذهب ابن القيم الجوزية
ابن القيم الجوزية هو أحد أبرز أئمة المذهب الحنبلي، حيث نشأ منذ نعومة أظافره على هذا المذهب، حيث أن والده أبو بكر بن أيوب الزرعي كان قيّماً على المدرسة الجوزية الحنبلية، وعندما التقى ابن القيم بشيخه ابن تيمية حصل تحوّل بحياته العلمية، فأصبح لا يلتزم في آرائه وفتاويه بما جاء في المذهب الحنبلي إلا عن اقتناع ووجود أدلة عقلية ونقلية، ولذا يعتبره العلماء أحد المجتهدين.
فتاوى ابن القيم الجوزية
جرت له أزمات عديدة مع القضاة منها في شهر ربيع الأول سنة 746هـ بسبب فتواه بجواز إجراء السباق بين الخيل بغير مُحَلِّل، وكذلك بسبب فتواه بمسألة أن الطلاق الثلاث بكلمة واحدة يقع طلقة واحدة.
عبادات ابن القيم الجوزية
كان ابن القيم الجوزية رجلًا حسن المعشر والخلق، كثير التعبد والصلاة، وكان داعية مخلص وصادق أمضى عمره في محاربة الشر والرذيلة، زاهدًا في الدنيا متحقرًا لشهوات الحياة بعيدًا عنها، محبًا لكتابة العلم وطلبه، يبتعد عن أذى الناس لا يحسد أحدًا ولا يستعيب خلق الله، جرأته وصلابته في دين الله فلم يكن يحابي ولا يخشى في الله لومة لائم، يجتهد في الوصول إلى الحق مهما أضناه ذلك فيفرق بينه وبين الباطل، صابرا على محن الله عز وجل وخاصةً في فترة حبسه، يُطيل صلاته وركوعه، يسهر ليله عابدًا متهجدًا، كثير الابتهال والدعاء لله عز وجل.
أشهر مؤلفات ابن القيم الجوزية
اشتهر ابن القيم الجوزية بمؤلفاته في العقيدة والفقه والتفسير والتزكية والنحو بالإضافة إلى القصائد الشعرية، ومن أهمها:-
أحكام أهل الذمة.
إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان.
إعلام الموقعين عن رب العالمين.
إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان.
الأمثال في القرءان.
اجتماع الجيوش الإسلامية.
التبيان في أقسام القرءان.
الصلاة وأحكام تاركها.
الرسالة التبوكية.
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي.
الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة.
الطب النبوي لابن القيم.
الطرق الحكمية.
الفروسية.
بدائع الفوائد.
تحفة المودود بأحكام المولود.
جلاء الأفهام.
الوابل الصيب في الكلام الطيب.
حدادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.
روضة المحبين ونزهة المشتاقين.
صفات المنافقين.
زاد المعاد في هدي العباد.
رسالة ابن القيم إلى أحد إخوته.
عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين.
طريق الهجرتين وباب السعادتين.
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى.
وفاة ابن القيم الجوزية
توفي ابن القيم الجوزية في موطنه الأصلي العاصمة السورية “دمشق” في 13 رجب سنة 751هـ وعمره ستون سنة، وقت صلاة العشاء، ودُفن بمقبرة الباب الصغير بدمشق.