قصة تحدث في زمن بعيد، فيقول صاحبها أو أحد الحاضرين فيها جملة مميزة، ليرددها غيره في قصة مشابهة أخرى تحدث أمامه، وتظل الجملة تتردد ويتناقلها الناس من زمن لآخر حتى تصبح مثلًا شعبيًا شهيرًا، ونتناول أصل الأمثال العربية الشائعة.
أصل الأمثال العربية الشائعة
يا بخت من كان النقيب خاله
واحد من الأمثال الشعبية الشهيرة والمنتشر في بعض البلدان العربية، والذي يستخدم لوصف أحد الأشخاص الذي يكون أحد أقاربه أو أصدقائه أو المقربين منه بشكل عام، مديرا عليه أو مجاملا له، أو صاحبمنصب كبير يمكنه أن ينهي مصالح عدة بدون تعب أو شقاء، وسعود أصل المثل إلى أنه كان من عادة العرب قديما أن يعينوا للشخص الذي يتزوج حديثا شخصا آخر يقوم على طلباته ويخدمه ويرعاه لمدة أربعين يوما، ويطلق على هذا الشخص اسم “النقيب”، ومن هنا جاء أصل المثل الشعبي، حيث أنه من الشائع أن الخال هو أكثر الأشخاص اهتماما بابن أخته، وهو أكثر من يعتنيبه ويرعاه، ويقوم بذلك بدافع من حب حقيقي، وصدق في الاهتمام بقضاء حوائج ابن الأخت والعمل على راحته بمختلف الطرق، لذلك انتشر المثل القائل: يا بخت من كان النقيب خاله.
بين حانا ومانا ضاعت لحانا
مثل شعبي منتشر في الكثير من الدول العربية، ويقال للشخص الذي يتم استنزافه وتشتيته بين أكثر من جهة مختلفة، حتى يصل للحد الذي يجد نفسه لم يحصل على أي سيء في النهاية، بسبب تباين المنافع وتاختلاف المصالح، وما ينتج عن ذلك من استنزافه، بالإضافة إلى ظن كل جهة أن معها الحق فيما تفعل وتقول، وقصة هذا المثل أن رجلاً بلغ من العمر عتيًا، كان متزوجًا من امرأة عجوز اسمها حانا.
وفي أحد الأيام قرر الرجل الكهل الزواج من فتاة صغيرة تعيد له شبابه المفقود، وترده من جديد إلى الدنيا التي أشرف على الخروج منها، وكانت هذه الفتاة تسمى مانا، واعتادت مانا أن تنتف من لحيته الشعر الأبيض حتى لا يظهر عليه الشيب وتظل لحيته سوداء كدليل على الشباب والسن الصغير، بينما كانت حانا زوجته الأولى العجوز تنتف من لحيته الشعر الأسود كي يظهر عليه الشيب والكبر مثلها ويصير ملائمًا لها، وفي النهاية لم يبق في لحية الرجل أي شعر بسببنتف الزوجتين لها بالتناوب، لينتشر المثل القائل: بين حانا ومانا، ضاعت لحانا، وأصبح واحدًا من أشهر وأهم الأمثال الشعبية المنتشرة في الثقافة العربية.
يا عيب الشوم
يحكى في أصل هذا المثل الشعبي أن فتاة بدوية كانت تتنزه في الصحراء بينما ترتدي ثوبا أبيض، وأثناء تجولها رأت وردة من نوع يطلق عليه اسم”الشوم” وهو نوع جميل جدًا من الورود، إلا أنه يفرز ألوان مختلفة تلتصق على الملابس والجلد، وعندما قطفت الفتاة الوردة لتلعب بها وجدت أن ثوبها الأبيض جرى تلطيخه ببقع من الألوان التي أفزرتها الوردة، فقالت:”يا عيب الشوم”، ومن ثم صارت الكلمة مضربًا للمثل للدلالة ى الشيء المعيب السيئ، ويقال كذلك أن المقصود بالشوم أيضا لفظ “الشؤم”، أي الخطأ المعيب المشؤوم شديد الخزي والعار، ولأن بعض القبائل البدوية القديمة تسهل الكلمات بحذف الهمزة منها تحول الشؤم إلى الشوم، وفي كل الحالات يعتبر من أشهر الأمثال الشعبية التي تدل على العيب الشديد.