يعتبر مرض باركنسون أحد أكثر الأمراض التي يسعى عدد كبير من الناس إلى العلاج منها، ويجدر بنا الإشارة إلى أن هذا المرض ليس منتشر بشكل كبير، والكثير من الناس لا يسمع عنه في الكثير من الأحيان، ولكن هذا المرض هو أحد الأمراض والمشاكل الصحية التي تطرأ على الجهاز العصبي للإنسان، وعادة تظهر بشكل تدريجي.
حيث إن في أغلب الأوقات يعمل المرض على التطور مع مرور الوقت، ومن ثم يبدأ المريض بالشعور بوجود مشاكل في المشي، والتحدث والكتابة، والقدرة على القيام بالعديد من الأنشطة التي كان معتاد أن يقوم بها.
ويعتبر مرض باركنسون رغم عدم سماع الكثيرين به إلا أنه أحد الأمراض المنتشرة بشكل كبير بين الناس، حيث يوجد ما يقرب من مليون حالة مصابة بهذا المرض داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
ويجدر بنا الإشارة إلى أن هذا المرض من الممكن ان يصاب به أي فئة عمرية وأي جنس، حيث إن الرجال والسيدات كلاهما معرضين للإصابة بهذا المرض، ولكن الرجال لديهم فرص أكبر مقارنة بالنساء، ويمكننا أن نشير إلى أن أعراض مرض باركنسون لا تطرأ على المرض إلا بعض سن الخمسين من العمر، وهذا ليس له علاقة بإصابة الفرد به حيث من الممكن أن يصاب به أحد البالغين، ووفقا للكثير من الدراسات والأبحاث العلمية، أن نسبة 4 إلى 5% من المصابين بمرض باركنسون في البالغين التي تقل أعمارهم عن 40 عاما.
ويجب أن ننبه جيدا إلى أن هذا المرض يعتبر أحد الأمراض المزمنة التي ليس لها أي شفاء، والعلاجات التي يتم صرفها لهذا المرض عادة للمساعدة في التخفيف من أعراضه المؤلمة والحالات العامة.
أعراض مرض باركنسون
ويوجد الكثير من العلامات وأعراض هذا المرض التي تطرأ على الإنسان، ومن أبرز تلك الأعراض:
الكتابة بخط صغير
حيث وجدت الدراسات أن الكثير من مصابي بهذا المرض يكتبون بخط صغير، وهي أكثر أعراض هذا المرض شيوعا بين مصابيه، وعادة يحدث ذلك بسبب نقص هرمون الدوبامين التي تفرزه الدماغ، وهو ما يؤثر على الجسم، ويؤدي إلى حدوث عدد من التغيرات على مستوى الدماغ، وهو ما يجعل الحركات الدقيقة صعبة للغاية، ومن الممكن ملاحظة أن في بعض الأوقات يكتب المصاب أيضا بخط عادي وطبيعي جدا، ولكن مع مرور الوقت يبدأ خط المصاب في التصاغر بشكل كبير وواضح للجميع.
الرعاش
ويعتبر الرعاش أحد أكثر أعراض مرض باركنسون، والتي من الممكن أن يلاحظها الإنسان في بداية المرض، وفي لكن في أغلب الوقت تكون ملاحظة الناس لهذا المرض إلى حدته فقط، ومع تقدم وتطور المرض داخل جسم الإنسان، يلاحظ كل من حوله إصابة المريض بالرعاش والوصول إلى مرحلة متقدمة منه بشكل كبير، حيث من الممكن ان يصل الرعاش له خلال راحته أيضا، ومن الممكن ظهوره بشكل كبير في اليدين والقدمين، كلاهما أو أحد منهم.
حدوث اضطرابات في النوم
ومن الممكن أن يعاني مرض باركنسون من الكثير من الاضطرابات في النوم، بشكل يفوق الحد الطبيعي لأي مريض أو أي إنسان عادي، وهو أحد أكثر أعراض مرض باركنسون شيوعا بين الناس.
حدوث بطء واضح في الحركة
وتطرأ تلك العلامة أو العرض من أعراض مرض باركنسون على الأشخاص كبار السن تحديدا، والذي تجاوزت أعمارهم الستين من العمر، حيث يشعر المصاب بتيبس واضح منذ استيقاظه من النوم، ولكن تختفي تلك الحالة أو العرض عند قيام الشخص ببعض الحركة أو الأنشطة اليومية المعتادة، ولكن في حالة إصابة المريض بهذا المرض، تعد حالة التيبس تصاحب المريض بشكل كبير في أغلب أوقاته، ومن الممكن أيضا حدوث اعتلالات في الأعصاب المسؤولة عن الحركة، ويجدر بنا أن نشير إلى أن مرضى هذا المرض أيضا يعانون من مشاكل في طبيعة مشيتهم، فضلا عن قيامهم ببعض الحركات الغير طبيعية.
تغيرات في الصوت
أيضا يلاحظ على مصابي مرض باركنسون في مراحله الأولى حدوث بعض التغيرات في الصوت بشكل بسيط، ومع تطور المرض تغدو التغيرات واضحة على مستوى الصوت، وتبدأ أيضا طريقة كلام المصاب تتغير بالتدريج، وحتى درجة الصوت التي يتحدث بها تبدأ بالتغير هي الأخرى.
تغيرات في تعبيرات الوجه
ومن الممكن أن يعاني المصاب بمرض باركنسون من العديد من المشاكل في تعابير وجهه، وذلك بسبب تأثير مرض باركنسون على عضلات الوجه الصغيرة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى فشل تحكم الشخص في تلك العضلات.
أسباب وعوامل خطر الإصابة بمرض باركنسون
وعادة يحدث هذا المرض نتيجة تعرض المريض لأحد المشاكل في الأعصاب الخاصة بالدماغ، وهذا ما يسفر عنه حدوث تلف في الأعصاب أو موتها بشكل تام، وهو ما يمكن أن يجعل الإنسان لديه فشل في إفراز مادة الدوبامين في الدماغ، وهو ما يؤثر على حركاته بشكل كبير، ويجعله عرضة للعديد من الأعراض التي ذكرناها، ويوجد العديد من العوامل والأسباب التي تزيد من خطر إصابة الإنسان بهذا المرض، ومن أبرز تلك العوامل:
العمر:
حيث أشارت التقارير إلى أن احتمالية معاناة المرض من مرض باركنسون تزداد بتقدم العمر، وخاصة بعد تجاوز المريض عمر الستين من العمر.
العوامل الوراثية
وترتفع فرص إصابة الفرد بهذا المرض في حالة وجود تاريخ عائلي للمريض في هذا المرض، حيث تزداد خطورة الإصابة إن كان أحد أشخاص عائله أُصيب به من قبل، والعوامل الوراثية أحد أكثر الأسباب المؤدية إلى إصابة المريض بهذا المرض.
الجنس
ويعتبر الجنس أحد أكثر العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، ويذكر أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون.
التعرض للسموم
حيث إن تعرض المريض لبعض المواد السامة مثل المبيدات الحشرية يزيد بشكل كبير من إمكانية إصابة الشخص بمرض باركنسون.