تتمتع تركيا في الوقت الحاضر بتاريخ طويل من الهجرة والعديد من الثقافات الموجودة داخل حدودها، ويعود تاريخ الحضارات إلى العصور الحجرية والحديدية والبرونزية، وخلال القرن الخامس قبل الميلاد، طور الحكام الفارسيون المنطقة وبنوا طريقًا يسمح بنقل البضائع والأشخاص، ومع زيادة التجارة، ازداد حجم وأهمية مدن الموانئ، وخلال حكم الإمبراطورية العثمانية، التي غزت المنطقة في عام 1300، أصبحت مدن مختلفة العاصمة في وقت واحد أو آخر، وأهميتها أدت إلى زيادة النمو والهجرة، كما ذهب مئات الآلاف من الأفراد من إسبانيا والبرتغال وأوروبا الوسطى وروسيا إلى تركيا خلال هذا الوقت، وفي العشرينات من القرن العشرين، دخلت تركيا الفترة الجمهورية التي جلبت معها اللاجئين المسلمين من دول آسيوية وعربية وشمال أفريقية وأوروبية حيث غمرت المسيحية منازلهم الأصلية، وهنا نستعرض أكبر المدن في تركيا.
أكبر المدن في تركيا
إسطنبول
إلى حد بعيد، إسطنبول هي أكبر المدن في تركيا حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 13.82 مليون نسمة، أي ما يقرب من 20 ٪ من إجمالي سكان تركيا، وتقع هذه المدينة بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط، وتعتبر المركز الاقتصادي والتاريخي والثقافي للبلد، وحجم السكان ينمو بنسبة 3.45 ٪، وهو معدل أسرع من المعدل الوطني، بسبب تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين.
هؤلاء الأفراد يأتون من الجزء الشرقي الأكثر الريفية في البلاد بحثًا عن فرصة اقتصادية وتحسين نوعية الحياة، وفي الواقع، فقط حوالي ثلث سكان المدينة هم في الأصل من إسطنبول، ويوجد في المدينة قطاع صناعي متطور ينتج سلعاً مثل التبغ وزيت الزيتون والسيارات، وتوفر هذه الصناعة أيضًا غالبية الوظائف في المنطقة.
أنقرة
ثاني أكبر مدينة هي أنقرة حيث يقيم 4.47 مليون شخص، ونصف السكان أقل من 30 سنة ويحملون أعلى مستويات التعليم في البلاد، ونمت المنطقة الحضرية لأنقرة بنفس طريقة إسطنبول، حيث كان سكان الريف يبحثون عن وظائف، وصناعات الدفاع والفضاء كبيرة ومتنامية هنا على الرغم من أن القطاع العام يوفر غالبية فرص العمل، مما يجعلها من أكبر المدن في تركيا.
إزمير
إزمير، التي يبلغ عدد سكانها 2.83 مليون نسمة، هي ثالث أكبر المدن في تركيا، وخلال الستينيات والسبعينيات، أدى نقص الاستثمارات الحكومية في المناطق الريفية المحيطة بالمدينة إلى هجرة كبيرة إلى أزمير، واليوم، لا تزال المدينة تنمو، وما يقرب من 2500 شخص يهودي استدعاء هذه المدينة المنزل، وثاني أكبر السكان في البلاد، وهناك أيضًا نسبة مئوية كبيرة من الأشخاص من أصل إيطالي وفرنسي وفينيسي.
تدفق اللاجئين
تتغير التركيبة السكانية لتركيا بسرعة بسبب الزيادة الأخيرة في عدد طالبي اللجوء، وسوريا هي المصدر الرئيسي لهؤلاء الأفراد بسبب الصراع الدائر في البلاد، وفتحت تركيا أبوابها لتوفير المأوى للذين يفرون من بلادهم، وتضم الآن أكثر من 1.7 مليون سوري، وعدد العراقيين بمئات الآلاف، مع عدم وجود علامات على السلام في الأفق القريب، يستمر احتمال عودة هؤلاء اللاجئين إلى ديارهم، وسيكون لهذا تأثير كبير على المشهد الديموغرافي للأمة بالإضافة إلى الخدمات العامة، وبما أن اللاجئين يحصلون على تأشيرات عمل، فإن الأمل هو أن يبدأوا في كسب لقمة العيش وأن يكونوا قادرين على الاندماج في الثقافة التركية.