تتميز اللغة المصرية بترديد العديد من الأمثال الشعبية الدارجة أثناء الحديث، والاستشهاد دومًا بها في المواقف الحياتية اليومية، وعادة ما تكون تلك الأمثال لها أصل ترددت خلالها، لتصبح ثابتة بعد ذلك ويتم استخدامها والاستدلال بها في المواقف اليومية المشابهة، وسوف نقدم شرح أمثال شعبية منتشرة وأصلها.
أمثال شعبية منتشرة وأصلها
القرد في عين أمه غزال
يعود أصل هذا المثل حسب ما ترويه “خرافات إيسوب” إلى مسابقة في الجمال كان يقيمها “جوبيتر” واحد من آلهة الرومان القديمة، حيث كان الإله “جوبيتر” يجلس على كرسيه وتمر أمامه عدد من الحيوانات الجميلة واحداً تلو الآخر تختال وتفتخر بجمالها، حيث مر الطاووس وابنه، ثم تلته الزرافة وصغيرها، وتوالى مرور الحيوانات الجميلة أمام أعينه، وقبل أن ينطق “جوبيتر” بالحكم ويعلن الفائز من الحيوانات بجائزة الأجمل، فوجئ الإله بقردة تجرى أمامه مستعرضة نجلها، حيث انفجر جميع الموجودين في الضحك، محاولين إقناع القردة بالانسحاب من المسابقة، إلا أنها أصرت على الاستمرار ورفضت الانسحاب، مصممة أن ابنها أجمل الحيوانات على الإطلاق، ليقول الإله “جوبيتر” ضاحكا: “القرد في عين أمه غزال”.
بينهم ما صنع الحداد
تعود قصة المثل لأحد رجال العرب، الذي كان متزوجا من امرأة سليطة اللسان قلبت حياته جحيمًا، وفي يوم من الأيام فاض به الكيل ليخرج من الخيمة وهو يصيح “بيني وبينك ما صنع الحداد”، لتفكر الزوجة كثيرا في الجملة التي نطق بها الزوج، وتحاول كثيرا أن تخمن ما الذي ربما يصنعه الحداد وينتقم عن طريقه الزوج منها، لتقرر في النهاية الانتظار إلى أن يعود الزوج وتعرف ما يقصده.
وحين عاد الزوج كان يحمل لفة داخلها قرص كبير من الحديد، وفي يده عصا طويلة، أعطاها لابنه وأمره أن يطرق بالعصا على القرص المعدني ليحدث ضجيجا كبيرا، وخرج من الخيمة، بينما يطلب من ابنه أن يستمر في الطرق أثناء ابتعاده عن الخيمة، وظل الرجل يبتعد وابنه مستمر في الطرق على القرص إلى أن وصل إلى نقطة اختفى عندها صوت ضجيج القرص الذي صنعه الحداد، لينصب عند تلك النقطة خيمة خاصة به هرب داخلها من لسان زوجته السليط.
اللي على راسه بطحة
يحكى أن رجلاً شكا إلى مختار القرية تكرار سرقة دجاجاته، ليجمع مختار القرية أهلها ويخبرهم بسرقة دجاجات الرجل، والسارق معروف ويجب أن يعيد ما سرقه قبل أن يفضحه على الملأ، ليبدأ كل شخص من أهل القرية في السؤال عن السارق ويصفه بأشد الكلام ومن بينهم السارق نفسه، ليسأل أحد المتواجدين المختار إذا كان يعرف السارق بالفعل، فأجاب المختار بنعم ، فسأله الرجل وهل يجلس بيننا الآن؟”، فأجاب المختار بنعم، ليسأله الرجل “هل تراه؟” ، فأجاب المختار بنعم كذلك، فسأله الرجل صفه لنا، ليقول المختار: “على رأسه ريشة”، أي أنه عندما دخل عش الدجاج علقت على رأسه ريشة من إحداها، ليتحسس اللص رأسه أمام الجميع، وفي هذه اللحظة قال المختار هذا هو السارق بينما يشير إليه، ومن هنا تم استخدام الجملة كمثل شعبي يدل على أن المذنب مهما كان ذنبه صغيرا يأخذ الكلام على نفسه.