غالباً مرَّ معظمنا بمواقف تحدث فيها بكلمات ندم عليها فيما بعد، وبغض النظر عن المواقف التي قيلت فيها هذه الكلمات، فإنه لو عاد به الزمن سيختار الصمت بالتأكيد، ولذلك نجد أمثال عن الصمت والكلام وحكم كثيرة جداً، تبرز لنا أهمية الصمت وقيمته التي غالباً ما نعرفها في وقت متأخر، واليوم من خلال موقع المصطبة سوف نتعرف على أمثال عن الصمت والكلام، كثيرا ما نسمعها علي لسان من حولنا مع شرح معاني هذه الأمثال بالتفصيل.
أمثال عن الصمت والكلام وشرح معانيها
“رُبَّ سكوت أبلغ من كلام”
أي أنه ربما يكون السكوت في بعض المواقف أفضل بكثير من الكلام، بل ويوصِل المعني الذي يرغب صاحبه في أن يوصله لمن أمامه بدون أن يتفوه بحرف واحد، ومن الأمثلة على ذلك والتي تتكرر كثيرا بشكل يومي مع الكثيرين، حدوث مشاجرة بين شخصين وتفوه أحدهما للآخر بألفاظ غير لائقة، هنا يكون الصمت من الطرف الآخر أفضل رد على هذا الشخص؛ حيث يُتَرجم صمته على عدم اهتمامه بمن أمامه وبما يتفوه به من كلمات.
” إذا تكلمت بالكلمة ملكتك، وإذا لم تتكلم بها ملكتها”
في أي موقف يجب على المرء أن يفكر كثيرا قبل أن ينطق بالكلام، وذلك لأن الكلمة إذا تم نطقها لن يستطيع أن يعيدها مرة ثانية إليه وكأنه لم ينطقها، وبحسب ذكاء ذلك الشخص وبحسب الموقف وكذلك الشخص الذي أمامه، تقع الكلمة ويتم تفسيرها بناء على تلك الاعتبارات الثلاثة، ولذلك إن أردت أن تكون أنت سيد الموقف فعليك أولاً باختيار كلماتك قبل أن تخرج منك، أو أن تختار الصمت وهو أبلغ.
” مقتل الرجل بين فكيه”
هناك كلام يخرج من صاحبه قد يضعه في موقف حرج أو قد يسبب له الكثير من المشكلات، ولذلك قيل ” مقتل الرجل بين فكيه” لأنه قد يجلب لنفسه الكثير من المشكلات التي هو في غني عنها، إن تفوه بكلام قد يؤذي من أمامه ويضايقه.
” لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن هنته هانك”
يعتبر هذا المثل من أشهر الأمثال عن الصمت والتي نسمعها كثيرا تتردد في المجتمع المصري خاصة، وهو مثل يبين لنا أن الإنسان قد لا يبعثر كرامته ويهينه شيء مثلما قد يفعل لسانه، إذا ما نطق بكلام غير لائق أو في غير موضعه، فيصبح قليلاً في نظر الآخرين من جراء نطقه بما لا يليق من كلام، أما إذا ما حفظ المرء لسانه وتفكر جيداً في كل كلمة قبل أن ينطقها، صارت له مكانة بين الناس يحترمونه ويقدرونه بسبب انتقاءه لكلماته وألفاظه دوماً.
” وجرح اللسان كجرح اليد”
بعض الكلمات تؤذي من يسمعها وتسبب جرحا في القلب لا يتخيله أبداً قائل تلك الكلمات، فقد ينطق أحدهم بكلمة يُعَيِّر بها من أمامه لفقره أو عجزه أو غير ذلك، فيكون وقع هذه الكلمة على من يسمعها كبيرا جدا، لدرجة أنه قد لا يستطيع أن ينام من شدة حزنه، ولذلك فإنه يجب علينا أن نراعي من حولنا دوماً، وألا نتفوه بكلمة أمامهم قد تتسبب في شعورهم بالحزن من جراء سماعها.
” عثرة القدم أسلم من عثرة اللسان”
أي أنه إذا تعثرت بقدمك أثناء سيرك فقد يتسبب ذلك في بعض الألم في قدمك من جرّاء ذلك التعثر، أما إذا تعثر لسانك ونطق بكلام في غير مكانه، فإن الأمر يكون أشد تعثرا من عثرة القدم بكثير؛ فقد تخسر صديقا أو شخصا مقربا لك بسبب كلمة قد قلتها له، أو قد تخسر وظيفتك في بعض الأحيان بسبب بعض الكلمات التي قد تضايق صاحب العمل، وهكذا تجني بعض الكلمات على قائلها أحياناً.