تتشكل أهمية الصيام في العديد من الفوائد المُهمة التي تحفز الشخص عليه سواء من جانب ديني روحاني أو من جانب مادي، مما يساهم على الشفاء من العديد من الأمراض المادية أو منعها من الوصول إلى الجسد من الأساس، ولأن الصيام شيء رئيسي في الكثير من الأديان ومنها الإسلام، فإن الباحثين وجدوا أنه لا مفر من دراسة إيجابياته وسلبياته والبحث فيه بتعمق أكثر، وسنقدم لكم في هذا المقال فوائد وأضرار الصيام.
الصيام
من الممكن أن نُعرف الصيام على أنّهُ امتناع الشخص عن الطعام أو الشرب لمدة محددة من الوقت، ويُعتبر الصيام واحدًا من الشعائر الدينيّة لدى المسلمين؛ إذ أنهم يصومون طوال شهر رمضان منذ أن يؤذن الفجر وحتّى أذان المغرب، وفي الديانات الأخرى قد يُصبح الصّيام خلال أيام مُحددة من الأسبوع أو الشهر، كما أنه من المهم والمفيد أن يصوم الشخص لفترة مُحدّدة في حالات كثيرة؛ مثل ما قبل خضوع الإنسان للجراحة، أو لبعض الاجراءات الطبية، أو لبعض فحوصات المخبر كاختبارات الدم.
فوائد الصيام
أوضحت العديد من الدراسات أنّ للصيام فوائد جَمة لصحّة الشخص، وسوف نذكر منها ما يلي:
السيطرة على نسبة السكر في الدم
يُساهم الصيام على مُعالجة مُشكلة مقاومة الانسولين؛ وهذا يرفع من كفاءة نقل سكر الجلوكوز من مجرى الدماء إلى مُختلف الخلايا، كما يُساهم في خفض مستوى سكر الدم المُرتفع بشكلٍ هائل، وينظم مستوياته، كما أنه يَحدُ من العلو المفاجئ للسكر، ويجب الإشارة إلى ضرورة الصيام من أجل الحماية من الإصابة بمرض السكريّ عند بعض الأشخاص الذين لديهم نسبة كبيرة للإصابة بالمرض.
مكافحة الالتهابات
قد يُساعد الصيام على التقليل من حدة الالتهابات والكثير مما يرتبط بها، كما أنه يساعد على تحسين صحّة الشخص بأفضل شكل، وهذا ما يَجعله مُهمّاً في علاج الكثير من حالات الالتهاب، مثل مرض التصلّب اللويحيّ
الحفاظ على صحّة القلب
تُعد أمراض القلب من الأسباب الرئيسية للموت في جميع أركان العالم، ويُساعد الصيام في المُحافظة على صحّة القلب عبر تعزيز مستويات كل من الدهون الثلاثية، وضغط الدم، والكولسترول، إضافة إلى أنه أثبتت إحدى الدراسات أنّ للصيام عامل مهم في تقليل الخطورة المُرتبطة بأمراض القلب كالإصابة بمرض السكّري، بل ويُساعد في خفض احتمال الإصابة بمرض كالشريان التاجيّ.
الحفاظ على صحّة الدماغ
يُساعد الصيام في تحسين وظائف الدماغ، والحماية على صحّته، كما أنه يزيد إنتاج الخلايا العصبية، والتي تُساهم في تعزيز الإدراك لدى الإنسان، وكما قلنا سابقًا فإن الصيام يُساعد في تخفيف الالتهابات؛ مما يقي من الإصابة بالاضطرابات العصبية التنكسيّة والأمراض العصبية بشكلٍ عامّ؛ مثل مرض الزهايمر، ومرض باركنسون
خفض الوزن
يُساعد الصيام في تقليل كمية المأكل والمشرب المتناولة، وهكذا يَحدّ من السعرات الحرارية ويعزز عمليات الأيض في جسد البشر؛ ويُحفز هذا على خسارة الوزن، ويجب الإشارة إلى أنّ الصيام يكون ذا فاعلية عالية في زيادة مُعدل فقدان الدهون مع المُحافظة على النسيج العضلي في نفس الوقت مُقارنة بما يفعله العديد من الناس من تقييد للسعرات الحراريّة التي يتناولها.
زيادة إفراز هرمون النّمو
يُعد هرمون النّمو ضروريّاً للغاية في الكثير من الجوانب الصحيّة؛ ويتضمن هذا النّمو، وفقدان الوزن، وعمليات الأيض، وقوة العضلات، وكما ذكرنا سابقاً يُساهم الصيام في المحافظة على نسبة السكر في الدم وعلى ثبات مستويات الإنسولين على مدار اليوم، وهذا ما يُساعد في التحسين من مستوى هرمون النمو، وأثبتت عدة دراسات أنّ استمرار الارتفاع والزيادة في مستويات الإنسولين يخفض من مُعدل هرمون النمو.
الوقاية من السرطان وزيادة فاعلية العلاج الكيميائيّ
اُثبتت هذه النتيجة من خلال الكثير من الدراسات التي جرت على الحيوانات، أن الصيام يُعدُ فعّالاً في تأخير نمو وكبر الأورام السرطانيّة، ولكن لم يتوصلوا حتّى الآن إلى الآلية والوسيلة التي يؤثر عبرها الصيام في وقف تطوّر السرطان، وتقوية فعاليّة علاجه لدى الشخص.
أضرار الصيام
بالرغم من فوائده الكثيرة، إلّا أنّه عادة ما يكون مصحوباً ببعض الآثار الجانبيّة في القليل من الحالات، ومنها ما يلي:
الجفاف
قد يحتاج الجسد للسوائل نتيجة الصيام، ويجب الإشارة إلى أهمية شرب كميّات ضخمة من الماء قبل فترة الصيام وخاصّة في شهر رمضان، كما يجب على البشر الذين يصومون التأكد من حصولهم على كميات كافية ومناسبة من السوائل بشكلٍ مقبول وصحيح أثناء الصيام.
زيادة مستويات التوتر واضطرابات النوم
وبالأخص إذا كان الإنسان مُعتاداً على الحصول على وجبات الغذاء جميعها، بما في ذلك الإفطار، والغداء، والعشاء، وأيضًا الوجبات الخفيفة بينها، ويجب الإشارة إلى أنّ الجوع، أو الجفاف، أو قلة النوم خلال الصيام قد يُسبب الصداع.
حرقة المعدة
ومما يجب ذكره أنَّ انخفاض كمية الطّعام التي يتناولها الإنسان قد يؤدي إلى انخفاض حمض المعدة، الذي يُساهم على عملية هضم الطعام وتدمير البكتيريا، ولكن التفكير بالطّعام أو شمّ رائحته أثناء الصيام قد يؤثر على الدماغ فتحفز بدورها المعدة على إنتاج العديد من الأحماض، مُما يُسبب المُعاناة من حرقة المعدة.
عدم فعاليّته في الحفاظ على فقدان الوزن على المدى البعيد
على الرغم من إثبات الكثير من الدراسات تأثير الصيام في فقدان الوزن، إلّا أنّ هناك دراسات أخرى تُفيد أن الوزن الذي يتم خسارته خلال فترة الصيام يتمّ استرجاعه مرة أخرى عند العودة لتناول الطعام مرة أخرى، كما هو الحال قبل الصيام.
حدوث مُضاعفات لدى بعض الأفراد
يجب على العديد من الأشخاص أن يستشيروا الطبيب قبل البدء في الصيام الدائم أو المُتقطّع، كالبشر الذين يُعانون من قلة الوزن، أو من تقلُ أعمارهم عن ثمانية عشر عاماً، أو الحوامل، أو المُصابين بالنّوع الأول من مرض السكري، أو الذي يتعافون من الجراحة.