تستضيف النمسا الواقعة في وسط أوروبا ما يقرب من 9 ملايين شخص هم عدد سكانها، والنمسا هي دولة من دول جبال الألب ذات التضاريس الجبلية العالية، ويمثل النمساويون العرقيون 84.2٪ من سكان البلاد، والألمان، والصرب والأتراك والرومانيون هم بعض الأقليات العرقية المقيمة في البلاد، بينما الكاثوليكية هي دين الغالبية العظمى من النمساويين، حيث إن 73.8 ٪ من السكان يلتزمون بهذا الدين، وفي هذا الموضوع سنتناول أهم ما يميز النمسا عن باقي الدول في العالم.
أهم ما يميز النمسا
الأدب النمساوي والفنون
غالبًا ما يُعتبر الأدب النمساوي مجموعة فرعية من الأدب الألماني نظرًا لأنه مكتوب باللغة الألمانية، إلا أنه في الواقع، يُعتقد أن الأدب الألماني نشأ في النمسا في القرن الثالث عشر على شكل أغانٍ وقصائد ملحمية، ووفقًا لقسم من العلماء، فإن الأدب النمساوي بالمعنى الدقيق يشير إلى الأدبيات التي أنتجها عام 1806 عندما أسس فرانسيس الثاني الإمبراطورية النمساوية وذلك يعد من أهم ما يميز النمسا خاصة في مجال الأدب.
وعلى مر السنين والعقود، شكلت الأحداث الوطنية والدولية الرئيسية الأدب النمساوي وأثرت فيه بشكل كبير، وفي الماضي، أشار الأدب النمساوي إلى الأعمال الأدبية المرتبطة بالإمبراطوريات الشاسعة التي كانت النمسا المعاصرة جزءًا منها، أما اليوم، فإنه يشير إلى الأدبيات التي نشأت من دولة صغيرة مستقلة، أوروبية من النمسا.
المقاهي في النمسا
ويفخر النمساويون اليوم بتراثهم الأدبي الغني، الذي يعتبر على قلته من أهم ما يميز النمسا، والمقاهي في فيينا «عاصمة النمسا» لها تاريخ طويل في العمل كأماكن للاجتماعات الأدبية، كما كان الحال في الدول العربية، واليوم، يستمر النمساويون الحديثون في الحفاظ على هذه الثقافة الأدبية، وكان للنمسا دائما مشهد فني مزدهر، حيث إنه منذ فترة طويلة في فيينا باعتبارها واحدة من محاور للفنون الجميلة في أوروبا الوسطى، أنتجت البلاد العديد من الفنانين والرسامين من الشهرة الدولية، وتعرض المعارض الفنية والمتاحف في البلاد مجموعة غنية من الأعمال الفنية من قبل الفنانين النمساويين الموهوبين في الماضي والحاضر.
فنون الأداء في النمسا
الفن أحد أهم ما يميز النمسا في العالم كله حيث عملت فيينا كمركز رئيسي للابتكار الموسيقي في وسط أوروبا، وخلال فترة الباروك، أثرت الموسيقى الشعبية للهنغاريين والسلاف على الموسيقى النمساوية بشكل كبير، وقد جذبت رعاية ملوك أسرة هابسبورغ العديد من الملحنين إلى النمسا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كما ترتبط فيينا بملحنين مشهورين عالمياً مثل بيتهوفن ويوهان شتراوس الثاني وموتسارت وجوزيف هايدن وآخرين.
وبالتالي ليس من المستغرب أن تسمى فيينا العاصمة الأوروبية للموسيقى الكلاسيكية، واليوم، تزدهر أنواع متعددة من الموسيقى في النمسا، كما تقام العديد من المهرجانات الموسيقية في البلاد كل عام وتجتذب محبي الموسيقى المحليين والأجانب من مختلف دول العالم.
كما أن لدى النمسا صناعة سينما نشطة منذ أوائل القرن العشرين، حيث حققت العديد من الأفلام النمساوية ومهنيي السينما نجاحًا عالميًا، إلى جانب العروض المسرحية التي تحظى بشعبية في البلاد.