نتحدث في هذا التقرير عن قلعة قايتباي التي توجد في شمال مدينة الرشيد في محافظة الإسكندرية، حيث تبعد حوالي 7 كيلو مترات عنها، وتعتبر واحدة من أضخم القلاع في مصر، وهي واحدة آثار العصر المملوكي التي ما تزال باقية حتى وقتنا هذا.
وتطل قلعة قايتباي على ساحل البحر المتوسط، وعلى الناحية الشمالية من جزيرة فاروس، وبالتحديد عند مصب الميناء الشرقي، وتكمن أهمية تلك القلعة العالمية في أنها كانت واحدة من أبرز الطرق والأساليب الدفاعية للسواحل المصرية، في العهدين المملوكي، والعثماني.
منذ أن أنشئت قلعة قايتباي، وهي تستخدم على نطاق واسع كحصن للدفاع عن الإسكندرية، من الجيوش التي تأتيها من ناحية البحر المتوسط، إذ أستخدمت من قبل جميع الملوك الذين حكموا مصر حتى الاحتلال البريطاني لها في القرن 19 حيث أعتدي على القلعة بشكل جسيم، وتعرضت إلى تصدعات عدة في هذه الفترة، حتى أنها همشت ولم تستخدم حتى مطلع القرن 20 عندما بادرت الحكومة المصرية بترميمها وجعلها رمزا أثريا للمدينة.
قلعة قايتباي
هي واحدة القلاع الدفاعية التي جرى تشييدها على سواحل البحر المتوسط في مدينة الإسكندرية المصرية، حيث تق تحديدا على الناحية الشرقية من الساحل الشمالي لجزيرة فاروس، في بداية ميناء الجزيرة، إذ تحيطها الماء من 3 نواحٍ، وأنشئت قلعة قايتباي في سنة 1477 بأمر من السطان أشرف سيف الدين قايتباي، لتكون من أشد وأهم الحصون في هذا الوقت على ساحل المتوسط، لتستخدم لصد العدوان التركي على منطقة شمال افريقيا.
بعض الحقائق حول قلعة قايتباي
تبلغ المساحة الإجمالية لقلعة قايتباي أكثر من 17 ألف متر مربع، فقد بنيت من أجل أن تحمي مصر، بعد التهديدات العثمانية المباشرة لمصر، والتي أعتبرت كتهديد لكافة دول المنطقة، وهو ما دفع السلطان المملوكي قنصورة الغوري، إلى أن يزود القلعة بالمعدات والأسلحة المناسبة لحمايتها من الأخطار.
يذكر أنه جرى البدء في بناء قلعة قايتباي في سنة 882 للهجرة حتى عام 884، في عصر السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي. فقد جرى بناؤها على حدود جزيرة فاروس القديمة، ويبلغ طولها إلى 150 مترا وعرضها 130 مترًا، وتحاط تلك القلعة بالأسوار الخارجية وتشتمل الأسوار على أبراج دفاعية، وتوجد في زوايا الجدار الخارجي.
تاريخ قلعة قايتباي
يرجع تاريخ قلعة قايتباي إلى نهايات القرن 15، وقد قام ببنائها السلطان قايتباي في الموقع السابق لمنارة الإسكندرية، إذ تشرف على إطلالة لا مثيل لجمالها على الإطلاق، وتطل على ميناء المدينة الشرقي.
وتشتمل قلعة قايتباي على غرفة حجرية الجدران، وممرات رائعة تسحر الأنظار، كما تشتمل على متحف بحري، ويعرض ذلك المتحف الكثير من من القطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى المعارك البحرية الرومانية والنابوليونية، وفي سنة 1882م تعرضت القلعة للدمار والتخريب، بسبب دخول الاحتلال البريطاني إلى مصر، إذ أصيب هيكل القلعة الخارجي إلى الكثير من التشققات وفي سنة 1904م قامت لجنة حفظ الآثار العربية بإعادة ترميم القلعة.