نتحدث في هذا التقرير عن جبل النور حيث نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء في جبل النور وهو يتعبد فيه، فقال له جبريل عليه السلام أول اية نزلت من القرآن:”اقرأ”، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارئ- أي لا أجيد القراءة-.
حيث أن نبي الإسلام الله عليه وسلم، كان أميا لا يجيد القراءة والكتابة، فكرر الأمر ثلاث مرات، ثم نزل باقي هذه السورة القرآنية الكريمة ، ومن هنا بدأت دعوة نبي الله محمد صلى عليه وسلم، وبدأ تكليف الرسول الكريم بمهام الرسالة المحمدية.
ارتبطت الكثير من المعالم بالدعوة الإسلامية المباركة التي بدأ نبي الإسلام -صلى الله عليه وسلم-، حيث أسهمت هذه المعالم إسهاما كبيرا في احتضان هذه الدعوة، وفي احتضان الرسول الأكرم، وفي احتضان الكثير من الأحداث التاريخية الإسلامية المهمة، وهي لا تزال إلى يومنا هذا ماثلة تدل على الماضي العريق للأمة الإسلامية، وتعتبر نقاط جذب مهمة للسياحة الدينية في الدول التي تتواجد فيها.
جبل النور
يعد جبل النور واحدا من الجبال التي تحيط بالبيت الحرام يقع في شرق من البيت الحرام في مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، ضمن سلسلة جبال الحجاز، يرتفع عن سطح البحر 642 مترا، أي ما يقارب الألفين ومئة وعشرة أقدام، ويمتاز جبل النور بأنه شديد الانحدار، ويوجد قمة في أعلاه على هيئة سنام الجمل، وتبلغ مساحته 5 كيلومترات مربعة.
المكانة الدينية لجبل النور
يوجد في جبل النور تجويف على شكل كهف منحوت في الجبل بشكل طبيعي، بمساحة تبلغ 5 أذرع مربعة، ويتسع لجلوس 5 رجال بجانب بعضهم البعض، وهذا التجويف له باب في الناحية الشمالية، ويعرف باسم غار حراء.
كان نبينا محمد صلى الله عليه الصلاة والسلام يتعبد في غار حراء أيام الجاهلية؛ حيث كان يتوجه إلى غار حراء، ويمكث فيه عدة أيام متأملا متفكرا في ملكوت الله وفي الكون والسماء زاهدا في الدنيا، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ينكر عبادة الأصنام الصماء، بفطرته السوية ولذلك كان يتوجه للغار للانفراد بنفسه، وللعبادة والتأمل.
خلال تعبد الرسول صلى الله عليه وسلم في غار حراء، في جبل النور، نزل جبريل عليه السلام أحد الملائكة، للمرة الأولى معلنا نزول اخر الرسالات السماوية على النبي العربي، نورا يدل العالم على الهدى، ليعم أنحاء المعمورة إلى يومنا هذا، لذلك عرف هذا الجبل بجبل النور أو جبل الإسلام.
زيارة جبل النور
تتنوع أسباب زيارة جبل النور، فمنها لغاية أخذ البركة والتقديس والتمسح به طلبا للعافية والبركة، واستجابة الدعاء، وتحقيق الأماني والمطالب، والشفاء من المرض، ورفع المصائب، كل هذه الأمور وغيرها لا أساس لها من الصحة، وهي من الأمور المحرمة المبتدعة في الدين الإسلامي، فلا ينفع أن نتوسل بالحجر مهما كانت قداسته.