مثلت أسرة محمد علي باشا، إحدى أهم الحقب السياسية التي شهدها تاريخ مصر الحديث، والتي ما زالت تؤثر في الحياة المصرية حتى اليوم، وسوف نتحدث في هذا الموضوع عن إبراهيم باشا بن محمد علي.
إبراهيم باشا بن محمد علي
وكان إبراهيم باشا بن محمد علي هو الحاكم الثاني لمصر من هذه الأسرة، وهو الابن الأكبر لمحمد علي باشا، ولد عام 1789 وتوفي عام 1848، وتعود شهرته الكبيرة للحملة العسكرية التي قادها في الجزيرة العربية وقضى على الدولة السعودية الأولى.
وولد إبراهيم باشا في مدينة نصرتلي بتركيا، وكان يمثل المساعد الأول لأبيه والساعد الذي قامت عليه الدولة، وقام بإنشاء التكية المصرية سنة 1816.
ويصف بعض المؤرخين إبراهيم باشا بالعروبي الأول، وذلك اعتمادًا على مقولة منقولة عنه إذ سأله موفد أوروبي إلى أين يمضي بجيشه فقال إلى حيث أكلم الناس ويكلمونني بالعربية، فهو أحد من عشقوا مصر وأعطوا لها وأوفوا لها وليسوا من أبنائها.
تزوج إبراهيم باشا 6 نساء وهن: خديجة برنجي قادين وأنجب منها محمد بك، وشيوه كار قادين وأنجب منها أحمد رفعت باشا، وهوشيار قادين (لقبت بعهد ابنها بالوالدة باشا) وأنجبت إسماعيل باشا، وألفت قادين، وأنجبت مصطفى بهجت، وكلزار قادين، وسارة قادين.
حروب إبراهيم باشا
خاض إبراهيم باشا العديد من الحروب وكان على رأس الحملات العسكرية خارج مصر سواء باسم السلطان العثماني، أو لتوسيع نفوذه والده في المنطقة، وكانت أهم حروبه في شبه الجزيرة العربية حيث استطاع القضاء على الدولة السعودية الأولى بعد حصاره لمدينة الدرعية عام 1818، وهي إحدى الحروب التي تمت بأوامر من السلطان العثماني للقضاء علي دعوة أنصار محمد بن عبد الوهاب.
وكانت ثاني الحروب التي خاضها إبراهيم باشا بن محمد علي بأمر من السلطان العثماني، والمعروفة بحروب المورة، حيث استطاع إبراهيم باشا القضاء علي ثورة اليونانيين ضد الدولة العثمانية في عام 1828.
بينما قاد إبراهيم باشا حملات توسعية لنفوذ والده في الشام حيث استطاع السيطرة علي فلسطين وعبر جبال طوروس حتى وصل إلى مدينة كوتاهيه، واستمرت توساعته حتى توقيع معاهدة لندن بينه وبين الدولة العثمانية بتدخل أوروبي للحد من نفوذه وسيطرته.
حكم إبراهيم باشا لمصر
عين محمد علي باشا ابنه إبراهيم واليًا لمصر لمدة 9 أشهر في عام 1848، وذلك رغم أن محمد علي كان على قيد الحياة ولكنه كان مريض وأصبح يعاني من فقد قواه العقلية، ولكن القدر لم يمهل إبراهيم باشا حيث توفى قبل والده.
ويحظى إبراهيم باشا بتقدير واسع في التاريخ المصري الحديث باعتباره قائدًا عسكريًا للجيش المصري، وحقق باسمه العديد من الانتصارات على مختلف الجبهات، وهو ما تمثله العبارة الشهيرة المحفورة علي تمثاله بميدان العتبة وسط القاهرة والتي تقول “سلام علي إبراهيم قاد جيشه من نصر إلى نصر”.