مدينة القيروان هي أحد أهم المدن التاريخية في بلاد المغرب العربي، وقد تم البدء في تشييدها في شهر رمضان على يد الزعيم عقبة بن نافع، وتقع المدينة حاليًا في تونس.
إنشاء مدينة القيروان
بدء بناء مدينة القيروان في شهر رمضان المبارك الموافق للثاني والعشرين من شهر يوليو عام 670 ميلادية، على يد القائد عقبة بن نافع، وتم بناء مدينة القيروان في موقع القلعة البيزنطية المعروفة باسم “كامويا”، وكانت مدينة القيروان مقرًا للحكم العربي في بلاد المغرب لفترة زمنية طويلة.
وحاليًا تقع مدينة القيروان في الجهة الشمالية الوسطى من تونس، وهي إحدى أهم المدن الإسلامية عبر التاريخ، واتجه عقبة بن نافع لبناء مدينة القيروان بعد ارتداد أعداد كبيرة من البربر عن الإسلام ونقض العهود، حيث تبين أن الطريقة الوحيدة للحفاظ على الدين الإسلامية في الغرب الإفريقي هو بناء مدينة تكون هي القاعدة للمسلمين في هذه المنطقة، وهو ما أظهره عقبة بن نافع لجنوده عند الاستعداد لبناء المدينة حيث كان يقول إن إفريقية إذا دخلها إمام يدعوا للإسلام أجابوه فإذا خرج رجعوا للكفر.
وتعد مدينة القيروان هي المدينة الأولى التي تم إنشاءها في المغرب العربي، وكانت هي قاعدة الانطلاق الثقافي والحضاري بجانب كونها قاعدة الانطلاق العسكري، وقد لعبت مدينة القيروان دورًا كبيرًا في نشر اللغة العربية وتعاليم الإسلام وذلك لنحو أربعة قرون، ويشبه تخطيطها تخطيط المدن الإسلامية القديمة حيث تتكون من المسجد ودار الإمارة والسوق والمساكن والشوارع، ويحيط بمدينة القيروان سورًا يضم أربعة عشر بابًا.
تسمية مدينة القيروان
ويعود أصل تسمية مدينة القيروان إلى أصول فارسية حيث كانت تنطق في البداية كيروان، وهذا اللفظ يعني المعسكر والمكان الذي يتم فيه حفظ السلاح، وهو ما يعني أن عقبة بن عامر عندما أنشأ مدينة القيروان كان يهدف لأن تكون المدينة بمثابة الحصن المنيع وأن تمثل القاعدة العسكرية للجيوش الإسلامية التي يجتمع فيها الناس عند اندلاع الحروب.
شهرة مدينة القيروان
واشتهرت مدينة القيروان بمأذنة القيروان حيث أنها تمثل إحدة المآذن الرائعة في العالم، ويوجد بها جامع عقبة بن عامر ويعرف بالمسجد الكبير، وتعد القيروان هي الوجهة السياحية التي يحلم بزيارتها كل المسلمين في العالم، كما تشتهر مدينة القيروان بالمنتجات الجلدية والزيتون، بالإضافة لأدوات السيراميك، كما تنتج مدينة القيروان الكثير من المواد التي تصنع يدويًا كالسجاد، وتعتمد مدينة القيروان بشكل كبير على الزراعة الت تعد أساسًا للإيراد.
أهمية مدينة القيروان
وعرفت مدينة القيروان في تونس أن لها دور استراتيجي وقت الفتوحات الإسلامية فقد خرجت منها الجيوش الفاتحة للجزائر والمغرب، وكذلك الجيوش المتجهة لإسبانيا وبعض الدول الإفريقية، وقد توفي عدد من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم بمدينة القيروان، وهو ما جعل البعض يطلق عليها رابعة الثلاث، حيث يضعها في مرتبة بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف.