اتفاقية كامب ديفيد

3 سبتمبر 2024
اتفاقية كامب ديفيد

تعد اتفاقية كامب ديفيد من أهم الاتفاقيات السياسية الموقعة في العصر الحديث فهي وضعت أساسًا للسلام بين مصر وإسرائيل، رغم أنها ما تزال مرفوضة على المستوى الشعبي في مصر والعالم العربي.

اتفاقية كامب ديفيد

تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد في السابع عشر من سبتمبر من عام 1978 بين كل من الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت مناحم بيجين، وسبق هذا التوقيع مفاوضات استمرت لمدة اثنى عشر يومًا في منتجع كامب ديفيد الواقع في ولاية ميرلاند بالقرب من العاصمة الأمريكية واشنطن، ولذلك سميت الاتفاقية باسمه.

وجرت المفاوضات وكذلك التوقيع على الاتفاقية تحت إشراف الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، ونتيجة للتوقيع عليها حصل الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين على جائزة نوبل للسلام بالمناصفة وذلك في عام 1978 باعبتارها جاءت في إطار الجهود الحثيثة لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وبالرغم من توقيع الاتفاقية منذ أكثر من أربعين عامًا إلا أن الكثير من تفاصيلها ما زالت سرية حتى اليوم وسط مطالب سياسية بالإفصاح عنها، خاصة أن الاتفاقية تسببت في تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية منذ عام 1979 وحتى عام 1989، ولم تعرض هذه الاتفاقية على البرلمان المصري.

ما قبل اتفاقية كامب ديفيد

كان المفاوضات بين الجانب العربي وإسرائيل عقب انتهاء حرب أكتوبر تدور من خلال الولايات المتحدة كوسيط بين الطرفين ورغبت الولايات المتحدة أن تكون المفاوضات مباشرة بين الطرفين في ظل وجود حزب الليكود في الحكومة الإسرائيلية وعدم ممانعته في الانسحاب من سيناء مع تمسكه بالضفة الغربية.

وكان الرئيس محمد أنور السادات يأمل في تنفيذ اتفاق بين مصر وإسرائيل يكون نموذجًا للسلام بين إسرائيل والدول العربية بما يقود إلى حل القضية الفلسطينية، وقام الرئيس الراحل السادات بزيارة الكنيست الإسرائيلي وسبقها العديد من الاتصالات السرية للإعداد لهذه الزيارة التي كانت تمهيدًا لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، وجرى لقاء سري بين مصر وإسرائيل تحت رعاية الملك الحسن الثاني في المغرب.

وألقى السادات خطابه في الكنيست الإسرائيلي في يوم 20 نوفمبر من عام 1977 ليؤكد أن فكرة السلام بين مصر وإسرائيل ليست جديدة وأنه يستهدف السلام الشامل ودعا بيجين لزيارة مصر.

 محادثات كامب ديفيد

وصل الوفد المصري وكذلك الوفد الإسرائيلي لمنتجع كامب ديفيد، وكان السادات يضع قرار مجلس الأمن رقم 242 كأساس للحل ورفض أي وجود إسرائيلي في سيناء، وكان يرغب في الانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية وغزة وحل مشكلة المستوطنات الإسرائيلية.

وتم توقيع معاهدة كامب ديفيد في 26 مارس عام 1979 على أساس إنهاء الحرب وإقامة علاقات ودية بين مصر وإسرائيل وانسحاب إسرائيل من سيناء، وضمان عبور السفن الإسرائيلية من قناة السويس والبدء في مفاوضات لمنطقة حكم ذاتي للفلسطينيين.