حجر رشيد هو الحجر الذي تمكن العلماء من خلاله فك رموز الحضارة المصرية القديمة، وقد تم اكتشاف حجر رشيد خلال وجود الحملة الفرنسية في مصر، واستولت عليه بريطانيا حيث يتم عرضه في متحفها.
اكتشاف حجر رشيد
تم اكتشاف حجر رشيد في 19 يوليو عام 1799م، على يد أحد ضباط الحملة الفرنسية وهو الضابط بيير فرانسوا بوشار، وقد أعلنت الحملة الفرنسية عن اكتشاف حجر رشيد في الصحيفة التي كانت تصدرها الحملة لمقاتليها، وكان اكتشاف حجر رشيد عن طريق الصدفة من جانب جيش نابليون، حيث كان أفراد الحملة الفرنسية يحفرون لتشييد حصن بالقرب من بلدة رشيد في دلتا مصر.
ولكن الحملة التي جاءت لاحتلال مصر، استولت على حجر رشيد، وظل بحوزتها لحين خروجها من مصر، وبعد الهزيمة التي تعرض لها نابليون بونابرت، تم تسليم حجر رشيد إلى بريطانيا، وذلك وفق شروط معاهدة الإسكندرية في عام 1801، حيث استولت بريطانيا على حجر رشيد وغيره من الآثار التي وجدها الفرنسيون، وتم شحن حجر رشيد إلى إنجلترا ووصل إلى بورتسموث في فبراير من عام 1802، ولاحقًا تم وضعه في المتحف البريطاني بشكل علني، وكان حجر رشيد هو الأكثر زيادة في المتحف، وحتى الآن تتجاهل بريطانيا كافة المطالب المصرية باسترداد حجر رشيد.
وصف حجر رشيد
حجر رشيد هو الوسيلة التي تم من خلالها لفك رموز اللغة المصرية القديمة، وهذا الحجر تم صنعه من مادة البازلت، ويبلغ ارتفاع الحجر 113 سنتيمترًا، فيما يبلغ عرضه 75 سنتيمترًا ويبلغ سمك حجر رشيد 27.5 سنتيمترًا .
وقد تم النقش على حجر رشيد بثلاثة لغات قديمة وهى: اللغة الهيروغليفية واللغة الديموطيقية القبطية، بالإضافة للغة اليونانية، وتم نقش حجر رشيد في عهد الملك بطليموس الخامس، وتتمثل الكتابات الموجودة على حجر رشيد في خطاب شكر وعرفان موجه من مجموعة من كهنة مدينة منف في مصر القديمة، للملك بطليموس الخامس، وذلك كعرفان وتقدير لقراره بإعفاء المعابد من دفع بعض الرسوم، وكانت كتابة النقوش على حجر رشيد في عام 196 قبل الميلاد.
وكانت الكتابة على حجر رشيد باللغة الهيروغليفية لأنها اللغة التي كانت مستخدمة من قبل الكهنة في ذلك الوقت، بينما كان عامة الشعب يستخدمون اللغة الديموطيقية، ولذلك تم الكتابة على الحجر بالثلاث لغات حتى يستطيع الملك وعامة الشعب قراءتها، وأن يكتبها الكهنة باللغة الخاصة بهم.
فك رموز حجر رشيد
لم يستطع أحد فك رموز حجر رشيد وفهم النقوش المكتوبة عليه منذ اكتشافه، وحتى عام 1826م، حيث تم فك هذا اللغز على يد العالم الفرنسى جان فرنسوا شامبليون، والذي كان يشغل منصب مسئول قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر.
وقد توصل شامبليون لفك هذه الرموز من خلال التوصل للأشكال البيضاوية الموجودة في النص الهيروغليفى، وكانت هذه الأشكال تعرف باسم بالخراطيس، وكانت تضم أسماء الملوك والملكات، ومن خلال هذه الأشكال تمكن شامبليون من مقارنة هذه الأسماء بالنص اليونانى من خلال تمييز اسم كل من بطليموس وكليوباترا، لتكون هذه الحلقة القائد إلى فك رموز اللغة الهيروغليفية.