تعتبر الأجسام المُضادة من أهم الهبات في أجسادنا والتي تساعد أجسادنا في العديد من المهام التي تُبقينا أحياء وبصحةٍ كبيرة، واليوم سنتحدث عن تعريف الأجسام المُضادة وتفاصيل كثيرة عنها.
المناعة الخلطيّة
تُعَرّف على أنّها استجابة المناعة مسؤولةٌ عن الحماية للأجزاء خارج الخلويّة في الجسد، وهذا عبر إنتاج أجسام مضادّة، وذلك لأن مهمّتها تكون لتدمير الكائنات المجهريّة المتواجدة في المنطقة خارج الخلويّة هذه المنطقة تتسبّب بانتشار العدوى، كعدوى البكتيريا غيرها، وهذا إضافة إلى منع وحجب تفشي أنواع المرض والعدوى إلى داخل الخليّة
إنتاج الأجسام المُضادة
تُنتج الأجسام المُضادّة عبر نوعٍ من الخلايا المناعيّة التي يطلق عليها اسم الخلايا البائيّة؛ إذ تُفعل هذه الخلايا وتميُّزها إلى الخلايا البلازميّة التي تنتج الأجسام المُضادّة، وهذا كنتيجةً لترابط مولّد الضد، بالمُستقبِلات المتواجدة على الخلايا البائيّة، وربما يحتاج اكتمال هذه العمليّة إلى تواجد نوعٍ آخرٍ من الخلايا المناعيّة والتي يُطلق عليها الخلايا التائيّة المُساعِدة
مولّدات الضد
تُعرَّف مولّدات الضد وتُدعى أيضاً بالمُستضدّات؛ بشكلٍ عام على أنّها أيُّ مادّةٍ مجهولة وغريبة تُحفِّز عملية حدوث استجابةٍ مناعيّةٍ، كما أن مولّد الضد يحتوي على جزءٍ مُحدد يُميز مِن قِبَل الجسم المُضادّ ليرتبط به ويُدعى هذا الجزء الحاتمة أو مُحدِّد مولّد الضد، وتكوين هذه الحاتمة يحتوي سلسلة من الأحماض الأمينيّة ثلاثيّة الأبعاد وتكوينها يحتوي على خمسة إلى ثمانية أحماض أمينيّة.
آلية عمل الأجسام المُضادة
وتحتوي الأجسام المُضادّة وتتكون من بروتينات كبيرة لها ثلاثة محاور تتصل بنقطة مركزيّة، وتترابط هذه الأجسام المُضادّة مع مولّدات الضد المتواجدة على سطح هذه الكائنات الحية الصغيرة والدقيقة التي تخترق الجسد وتغزوه، إذ أن هذا الا تباط بمولّدات الضد يقود إلى منع الكائنات الحيّة الدقيقة من التكاثر أو دخولها إلى خلايا الجسد، ويتم تحفيز ذلك من خلال أحد أنواع الخلايا المناعيّة هائلة الحجم وتُدعى بخلايا البلعمة الكبيرة والتي تبحث عن هذا الكائن الدقيق المُرتبط بالأجسام المُضادّة ثم ابتلاعها
أنواع الأجسام المُضادّة
ربما يختلف الجسم المُضادّ حسب النوع الذي تُنتجه الخلايا البائيّة وهذا اعتمادًا على نوع مولّد الضدّ الموجود، وأيضًا على تواجد الخلايا التائيّة المُساعدة أو انعدام تواجدها، ويتم اعتبار ذلك أمراً جيدًا وذو إفادة في الاستجابة المناعيّة؛ وهذا لأنَّ تواجد أنواع مُتنوعة ومختلفة من الأجسام المُضادّة يُساهم في مكافحة أنواع مُحددة من مولّدات الضد بشكلٍ أحسن. وتُعتبَر هذه النماذج الآتية من أهمّ أنواع الأجسام المُضادّة:
الأجسام المُضادّة من نوع IgG :
ويعد من أهمّ وظائفها هو أنها تُبطل مفعول الموادّ السامّة والجراثيم، بالإضافة إلى تهيئة وإعداد مولّدات الضد ليكتمل عملية بلعمتها من قِبل خلايا البلعمة والخلايا المناعيّة المُتعادلة، هذا كما أنّها مسؤولةٌ أيضًا عن تكوين وتشكيل المناعة عند حديثي الولادة؛ وهذا لأنّ لهذه الأجسام المُضادّة المقدرة على اختراق واقتحام المشيمة، وهي مسؤولةٌ كذلك عن تفعيل وتشغيل النظام المناعيّ المُتمّم.
الأجسام المُضادّة من نوع :IgA
وهذه الأجسام تنُتج على هيئة ثنائيّاتٍ من الأجسام المُضادّة، إذ أنها مسؤولةٌ عن حفظ مناعة الأغشية المُخاطيّة مثل تجويف القناة الهضميّة، والجهاز التنفسيّ، حيث تُبطِل تأثير الموادّ السامّة والجراثيم الموجودة هناك.
الأجسام المُضادّة من نوع IgE:
إضافة إلى دورها في الكفاح ضد الديدان الطفيليّة التي تغزو الجسم، فإنّها مسؤولةٌ كذلك عن الارتباط والاتصال بالمُستقبلات المتواجدة في الخلايا المناعيّة البدينة وهذا يؤدّي إلى إفراز موادّ وسيطة من هذه الخلايا، والذي بدوره يتسبّب في حدوث التفاعل التحسّسيّ في الجسم.
الأجسام المُضادّة من نوع IgM:
تُعد هذه الأجسام المُضادّة مُستقبلات لمولّدات الضدّ الموجودة على الخلايا اللمفاويّة البائيّة غير البالغة، وهي مسؤولةٌ عن تفعيل النظام المناعيّ المُتمّم، وتُنتج على شكل خُماسيّاتٍ من هذه الأجسام المُضادّة.
الأجسام المُضادّة من نوع IgD:
تُعتبر هذه الأجسام المُضادّة مُستقبلات لمولّدات الضدّ الموجودةٌ على الخلايا اللمفاويّة البائيّة غير البالغة.
تفاعلات فرط التحسّس من النوع الثاني
يُعدُ ثاني نوع من حالات فرط التحسّس، وهو أحد الانواع المتفاعلة المناعيّة التي تعتمد بشكلٍ أساسي على إنتاج الأجسام المُضادّة من نوعَيّ IgG وIgM بشكلٍ غير ملائم، إضافة إلى دور كلٍّ من النظام المناعيّ المُتمّم، وخلايا البلعمة، والعديد من الخلايا المناعيّة غيرها في هذا النوع من فرط التحسس. وربما تُصيب هذه الحالة العديد من أنواع الأنسجة في الجسد وأعضائه، لأنها تكّون وتشكل مولّدات الضدّ في حالات النوع الثاني من فرط التحسّس – موادّ ذاتيّة – أي من ذات الجسم، أو في بعض الأحيان تكون موادّ خارجية عندها المقدرة على الترابط بسطح خلايا الجسم.
وإنَّ لتفاعلات فرط التحسّس من النوع الثاني عدّة آليّاتٍ مُستخدمة، منها ما يُسمّى بالسُميّة الخلويّة المُعتمدة على الأجسام المُضادّة، ولحدوث هذا النوع فإنه يجب تغطية الخلايا المُستهدفة بالأجسام المُضادّة من نوع IgG لترتبط بعدها الخلايا اللمفاويّة أو خلايا البلعمة الكبيرة بالمُستقبلات المتواجدة على سطحها، لتتحلُّل الخلايا.
ومن بالغ الأهمية معرفة أنّ علاج مثل هذه الحالات من فرط التحسّس يكتمل باستخدام الأدوية المُضادّة للالتهاب، أو الأدوية المُثبّطة للمناعة
ومن الأمثلة على هذا النوع من حالات فرط التحسّس ما يأتي:
- فقر الدم الانحلاليّ الناجم عن الأدوية
- نقص الخلايا المحبّبة
- نقص الصفائح الدمويّة.