اهتمت الحكم والأمثال الشعبية المصرية بالأخلاق منذ قديم الأزل، وذلك لما للأخلاق من مكانة وشان عظيم فبالأخلاق تبنى دائماً الأمم وتبنى الشعوب، لذلك نجد في الموروث الثقافي المصري الكثير من الحكم والأمثال التي تتحدث عن الأخلاق، وتحث الناس على التحلي بالأخلاق الحميدة، والابتعاد عن الأخلاق السيئة التي تهدم المجتمعات.
أنواع الأخلاق في الحكم الأمثال المصرية
تضمنت الحكم والأمثال الشعبية المصرية الكثير من الأخلاق والصفات الحميدة، ومن الممكن تقسيم الأخلاق في الأمثال الشعبية المصرية إلى نوعين.
النوع الأول من الحكم والأمثال الشعبية التي تتناول الحديث عن الأخلاق، هي الأمثال التي تتحدث عن الصفات الحميدة والجميلة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان مثل الصدق والخير والجمال والقوة والعمل والنشاط والحيوية.
أما النوع الثاني من الحكم والأمثال الشعبية هي التي تتحدث عن الصفات غير الحميدة، وهي التي تحذر الإنسان من هذه الصفات، فنجد أمثال تصف الكذاب والكذابين وتحذر من الكذب والتسرع والبخيل.
وسوف نتناول في السطور القليلة القادمة من هذا المقال في موقع المصطبة نماذج من الحكم والأمثال التي تناولت النوعين السابقين من الأخلاق
نماذج من الحكم والأمثال الشعبية التي تتحدث عن الأخلاق
من الحكم والأمثال الشعبية التي تتحدث عن الأخلاق المثل الشعبي القائل
“بيت النتاش عمره ما ياعلاش وان علي ما يستناش”
والمقصود بهذا المثل هو أن بيت الإنسان الطماع أو ماله لا يمكن أن يزيد أبداً ولن يكون أي ثروة، وان حصل واستطاع النتاش أو الطماع أن يكون ثروة، فان هذه الثروة سوف تزول في اقرب وقت لأنها بنيت بدون وجه حق، والمثل الشعبي القائل
“اعمل الخير وارميه البحر”
هو أيضا من الحكم والأمثال الشعبية التي تحث الإنسان على عمل الخير، وأن الإنسان يجب أن يقوم بعمل الخير دون انتظار المقابل، وان اجر وثواب عمل الخير من عند الله سلامة وتعالى.
“أجري يأبن آدم جري الوحوش غير رزقك لن تحوش”
أي أن الإنسان الطماع الذي يحاول أن يأخذ أكثر من حقه مهما عمل ومهما سعى لن يحصل على شئ أكثر من رزقه فارزقه محدد ومكتوب بيد الله.
“لسانك حصانك أن صنته صانك وان هنته هانك”
من الأمثال الشعبية التي تحدثت عن الأخلاق، وعن حسن القول، فلسان الإنسان مثل الحصان لو استطاع التحكم فيه وأوقفه عن أذية الناس عاش في خير ونعمة وأحبه الناس، أما أن لم يستطع التحكم في لسانه وتركه على الناس فسوف يعرضه لمشاكل كثيرة.
“طمعنجي بنا له بيت فلسنجي قاعد له فيه”
وهو من الأمثال الشعبية التي تتحدث أيضا عن الطمع والطماعين، وأن الإنسان الطماع الذي يطمع فيما لدى غيرة مصيره بعد أن يجمع ويبنى سوف يترك ذلك كله ويجلس على عرش أمواله شخص مفلس.
“إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”
وهذه الحكمة المصرية هي من أكثر الحكم والأمثال عن الأخلاق شهرة، فهي تنص على أن الأخلاق هي التي تبنى الأمم، فأمة بدون أخلاق تنتهي وتنهار حضارتهم.
“اللي تكرهه النهاردة تحتاجه بكره”
والمقصود بها أن الإنسان لا يكرهه أحد وان يكون دائماً محبا للناسف فالشخص الذي تكره اليوم من الممكن أن تحتاج أليه غدا.
“من جاور الحداد يتحرق بناره”
من الأمثال الشعبية التي تحث على اختيار الجار أو اختيار الصديق، فمن يصادق الشخص حسن الخلق يسعد ويعيش سعيدا، أما الإنسان الذي يجاور شخص سيء الخلق سوف يناله الأذى من جاره وصديقه سيء الخلق.
وفي الحقيقة أن الأمثال الشعبية عن الأخلاق كثيرة جداً وحاولنا أن نعرض بعضها ولن نحاول حصرها لأنها لا يمكن حصرها.