أحمد لطفي السيد هو أحد المفكرين المصريين وشغل عدة مناصب وزارية كما أنه كان رئيسًا لمجمع اللغة العربية والعديد من المؤسسات العلمية المصرية حتى أنه لقب بأستاذ الجيل.
أحمد لطفي السيد
أحمد لطفي السيد من مواليد الخامس عشر من يناير عام 1872 في قرية برقين التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وكان ينتمي لأسرة ثرية حيث كان والده عمدة القرية ولذلك فقد حظى بتعليم جيد، حيث التحق بكتاب القرية وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، كما حفظ القرآن الكريم، والتحق أحمد لطفي السيد بمدرسة المنصورة الإبتدائية في عام 1882 وانتقل بعد ثلاث سنوات من الدراسة للقاهرة حيث التحق بالمدرسة الخديوية الثانوية ثم التحق بمدرسة الحقوق.
وتعرف أحمد لطفي السيد بالشيخ محمد عبده الذي رأى فيه الكثير من علامات النبوغ كقدرته على الكتابة والإنشاء، واحترام الحرية والحقوق، وقد اتجه لإنشاء مجلة التشريع، وتعرف أحمد لطفي السيد بجمال الدين الأفغاني وتأثر بأفكاره، وبعد حصول أحمد لطفي السيد على ليسانس الحقوق في عام 1894 اتجه للعمل بالنيابة وتدرج فيها حتى أصبح نائبًا للأحكام في عام 1904.
مسيرته السياسية
واشترك أحمد لطفي السيد مع صديقه عبد العزيز فهمي في تأسيس جمعية تحرير مصر السرية، وحظيت هذه الجمعية على دعم من الخديوي عباس حلمي الذي كان يسعى للتحرر من القبضة التي فرضها الاحتلال الإنجليزي، وتم من خلال هذه الجمعية الاتفاق علي تأسيس حزب وطني كان بزعامة الخديوي عباس حلمي، وسافر أحمد لطفي السيد إلى سويسرا وأقام بها سنة من أجل اكتساب الجنسية، وعاد لمصر ليصدر جريدة تقاوم الاحتلال البريطاني لمصر، وشهد أول اجتماع للحزب برئاسة الخديوي عباس حلمي وعضوية أحمد لطفي السيد ومصطفى كامل، وعقد الاجتماع بمنزل محمد فريد وكان هذا الحزب هو حزب الأمة.
وعمل أحمد لطفي السيد في القضاء حتى عام 1905، ثم تركه ليعمل في المحاماة التي تركها أيضًا من أجل العمل في الصحافة والسياسية، وقد تولى أحمد لطفي السيد الكثير من المناصب العلمية حيث أنه شغل منصب وزير المعارف، ثم وزير الداخلية، ثم كان رئيسًا لمجمع اللغة العربية، كما أنه كان رئيسًا لدار الكتب، وعمل كمدير للجامعة المصرية، كما أنه كان عضوًا بالمجمع العلمي العراقي، والجمعية الجغرافية المصرية، ولذلك تم تلقيبه بأستاذ الجيل لكونه أحد قادة التثقيف والتنوير في مصر، وقد نال جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية لعام 1958.
مؤلفاته
ولم يترك أحمد لطفي الكثير من المؤلفات ولكن عبر عن فكره في المقالات التي كتبها حيث كان يدعوا لحرية الفكر وتحرر الوطن، ودعا للاستقلال والدستور، وإقامة حياة نيابية سليمة، ومن أهم مؤلفاته كتاب المنتخبات، وكتاب تأملات، وكتاب صفحات مطوية من تاريخ الحركة الاستقلالية، وتوفي أحمد لطفي السيد في عام 1963 عن عمر يناهز التسعين عامًا وترك تراثيًا فكريًا كبيرًا أثر في مسيرة التحرر الوطني المصري.