كان هناك مملكة تعيش فيها الأميرة المتكبرة مع والدها الملك في قصر كبير في أحدى الممالك البعيدة، كان الغرور والتكبر صفة مذمومة صاحبت الأميرة في جميع مراحل حياتها منذ أن كانت صغيرة، كانت تتكبر على الخدم وعلى عامة الشعب، كما أنها كانت تحكم على الناس من ظاهرهم ولا تنظر إلى أخلاقهم أو صفاتهم الجيدة، مرت الأيام بسرعة وكبرت الأميرة وأصبحت في عمر الزواج وحدثت المشكلة.
حكاية الأميرة المتكبرة
وقف صفوف العرسان أمام منزل الأميرة ولكنها كانت ترفض كل عريس يتقدم ليطلب يديها، كانت ترفض العريس لأنه طويل الساقين وهزيل، ورفضت رجل أخر لأن مشيته غير متوازنه، وترفض الثاني لأن منخاره لا تتناسب مع حجم وجهه، كانت ترفض الأمراء بدون سبب، وهذا جعل الملك يقع في مشاكل مع أمراء المملكة وتوتر الموقف معهم.
الأمير بهلول
تقدم الأمير بهلول لكي يطلب الزواج من الأميرة المتكبرة وكان هذا الأمير مثالي في كل شئ ليس به عيب واحد، كان يملك الكثير من الأراضي وكان يعيش في المملكة المجاورة للقصر، كان بهلول رجل وسيم وشديد الثراء وكان هو الوريث الشرعي الوحيد للبلاد بعد موت والده، وعندما حضر في قصر الأميرة المتكبرة رفضته أمام الحراس مما وضع الأمير في موقف محرج جدًا وغادر القصر وهو غاضب بشدة من الأميرة المتكبرة المغرورة.
الأميرة المتكبرة والملك
بعد أن رفضت الأميرة المتكبرة كل الأمراء غضب منها والدها وقرر أن يعاقبها، فقرر أن يزوجها من أول متسول يطلب يديها أو يمر من على القصر، وبالفعل كان هنا متسول يعزف على العود ويطلب من الناس النقود، طلب الملك من الحراس أن يحضروا هذا المتسول وأخبره الملك أن يرغب في أن يتزوج من أبنته، وبالفعل تزوجت الأميرة المتكبرة من المتسول الفقير الذي يعيش في المملكة المجاورة.
الأميرة المتكبرة والمتسول
رحلة طويلة خاضتها الأميرة مع المتسول الذي يعيش في مكان بعيد، ومرت أثناء الرحلة من على الحقول والمزارع الجميلة، سألت الأميرة المتسول عن صاحب هذه الأملاك فأخبرها أن الأمير بهلول هو صاحب هذه الأراضي، عندها شعرت الأميرة بالإحباط الكبير لأن الأمير بهلول كان رجل ثري وكان وسيم وطيب، أما هذا المتسول فهو رجل قاسي وشديد الفقر.
الكوخ الحقير
انتهت رحلة الأميرة أما جوخ حقير يعيش فيه المتسول، عاشت الأميرة في هذا الجوخ حالة من البؤس الشديد حيث طلب منها المتسول أن تعمل لكي تتمكن من إحضار الطعام لنفسها، حيث عملت في بيع الأواني في السوق لكنها لم تتمكن من بيع الأواني، عندها طلب منها أن تعمل في قصر الأميرة بهلول لأنه سوف يتزوج خلال أيام، وافقت الأميرة وكانت تشعر بالحسرة الشديدة وهي تنظف قصر الأمير بهلول الذي رفضت أن تتزوجه.
بهلول والأميرة
وقف الأمير بهلول أمام الأميرة وأخبرها أنه المتسول الذي تزوجته ولكنه أخفى عليها وغير من ملامحه حيث وضع شارب وذقن حتى لا تعرفه، وكان يريد أن يلقنها درس أن التكبر صفة مذمومة وقبيحة وعلى الإنسان أن يكون متواضع في تصرفاته مع الآخرين.