تعرف الثورة الصناعية بأنها محور التحول في التاريخ الحديث، والانتقال بالمجتمع نحو الحداثة وتوفير الجهد البشري وتحقيق الكثير من النتائج في وقت قياسي.
الثورة الصناعية
وتعني الثورة الصناعية بشكل أساسي بأنها عملية الانتقال بالصناعة من الاعتماد علي الأيدي العاملة إلى الاعتماد على الآلة والمواد الكيميائية الجديدة، بما يساهم في تحسين عمليات الإنتاج.
بدأت الثورة الصناعية عام 1760، وكان استخدام المصطلح للمرة الأولى عام 1799 من خلال رسالة الفرنسي لويس جيوم أوتو، والذي قال فيها إن فرنسا بدأت السباق في التصنيع وانتشر المصطلح بعدها في أوروبا والعالم.
وترجم مصطلح الثورة الصناعية إلى اللغة الإنجليزية عام 1800 حينما بدأت الثورة الصناعية في بريطانيا والتي كانت هي صاحبة التكنولوجية المهمة في هذه الثورة، وكانت أولى الصناعات تحت هذا المسمى هي صناعة النسيج.
مجالات الثورة الصناعية
شملت الثورة الصناعية كل من الآلات البخارية، والسكك الحديدية، والقوارب، والسفن، وارتبطت الثورة مع عدد من الابتكارات وذلك منذ النصف الثاني للقرن الثامن عشر.
وتم تسجيل العديد من المكاسب التقنية المهمة، كالمنسوجات فقد تم تصنيع العديد من الآلات التي تقوم بغزل القطن المدعوم بالبخار أو الماء، وزاد ذلك من كمية إنتاج العامل بنسبة تم تقديرها بأكثر أربعين مرة، كما أن محلج القطن زادت نسبة إنتاجية العامل بنسبة خمسين مرة.
كما أن من المكاسب التقنية المهمة في هذه الثورة هي الطاقة البخارية حيث أظهرت المحركات البخارية كفاءة كبيرة وحسنت من كيفية استخدام الوقود، وفيما يتعلق بصناعة الحديد فقد بدأت صناعة الحديد للاستعاضة عن فحم الكوك بما يخفض من تكلفة الوقود، وتم تصنيع أسطوانات حديدية للأفران تسهل عملها، وكانت للصناعات المعدنية دور مهم في الثورة الصناعية حيث استخدمت العديد من أنواع المعادن كبديل للأخشاب والوقود الحيوي.
ويعد المال هو المؤثر الأول في الثورة الصناعية حيث أن الرجال الأثرياء هم من قادوا هذه الثورة التي حولت المجتمعات من ريفية إلى مجتمعات صناعية متكاملة وعملت على رفع مستوى المعيشة.
سلبيات الثورة الصناعية
رغم المميزات الهائلة التي حققتها الثورة الصناعية للبشرية إلا أنها كان لها الكثير من السلبيات التي لم تظهر إلا بعد سنوات طويلة من الثورة الصناعية، فقد أدت هذه الثورة لصناعة الزحام في المدن الرئيسية وتكدس الناس فيها بما يجعلها بيئة غير صحية للعيش.
كما تسببت الثورة الصناعية في تلوث الماء والهواء بسبب مخرجات المصانع والتي لم يكن يدرك القائمين عليها سابقًا الأضرار المباشرة وغير المباشر علي البيئة بكافة مكوناتها.
مستقبل الثورة الصناعية
مرت الثورة الصناعية بالكثير من مراحل التطور عبر التاريخ فمنذ بدايتها في القرن الثامن عشر اعتمدت على طاقة البخار والماء في صناعة الغزل والنسيج، وجاءت المرحلة الثانية لتعتمد على الطاقة الكهربائية في الصناعة، بينما اعتمدت الثورة الصناعية في مرحلتها الثالثة على الحاسب الآلي والإنترنت، ليظهر مؤخرًا المرحلة الرابعة والتي تهدف علي الاعتماد علي المصنع الذكي من خلال الاعتماد على قاعدة تكنولوجيا المعلومات، واستخدام المعدات الرقمية والذكاء الاصطناعي والتحكم في الإنتاج عن بعد، وهو ما يفتح مجالات جديدة للصناعة إلا أن من أبرز عيوبه تقليل الأيدي العاملة والحد من حركة البشر.